رغم أني أسكن في مدينة تغرق بسبب زخات المطر نتيجة لغياب شبكات الصرف الصحي، وعدم توفرها على أبسط مقومات العاصمة الحديثة، وأن من يحكم شعبي يصر على إذلاله ويصرخ كلّما سنحت له الفرصة بأنه ليس في أجنداته تغيير هذا الواقع المزري. إضافة إلى انشغالي بسبب الانتخابات الهزليّة التي يريد العسكري منها تجميل نفسه، وأن يضفي شرعية شكليّة لحكمه. كما أني أرى الظلم في بلدي أينما ولّيت وجهي، وأن الفقر هو الصديق الحميم الوفي الوحيد لأبناء شعبي.
إلا أن هذا الواقع التعيس لا يجعلني أنسى أن لي رفيقا يعاني الآن في مملكة البحرين من سياط اَل خليفة، لا لجرم ارتكبه بل لأنه يحلم مثلي بوطن تصان فيه كرامة المواطن.
لهذا سأكتب قليلا عن قضيته لعل أحداً يتضامن معه، ويقول معي «الحرية لمحمد حسين» (صافي).
خلفيّة القضية
قامت قوات الأمن التابعة لنظام آل خليفة في صباح 31 تموز/يوليو 2013 بمداهمة منزل المدون البحريني محمد حسين (صافي) وصادرت الكمبيوتر الخاص به بالإضافة إلى أجهزة الكترونية أخرى، ومن ثم تم احتجازه في إدارة التحقيقات الجنائية في المنامة حتى 4 آب/أغسطس لترد أنباء بنقله إلى سجن الحوض الجاف في الحد. ولم تنته القصة هنا فقد قام الأمن بتعذيبه والتنكيل به، وحين اكتشف محاميه عبد العزيز موسى تعرضه للتعذيب وغرد بذلك قامت قوات الأمن باعتقاله...
من مدونة أحمد ولد جدو
http://ahmedjedou.blogspot.com/