«... في اللجوء أنت لا تمتلك شيئا، فكلّ الأشياء التي تمتلكها هي رهن الآخرين، حتّى الفرح والحزن يباع في وجوه الناس بين الذي يعطف ُ عليك والذي يمقت مشاركتك لقمته ُ والآخر الذي يعتبرك شريكاً بالجريمة. «خرجكم اللي بيعمله بيكم بشار، هو الوحيد اللي طلع فاهم اللعبة صح»، تقول إحدى السيدات في وجهي الغاضب من فوقيتها بالتعامل معي على أنـّي «إخوانيّة»، بعد َ الحديث عن إلقاء القبض على بعض السوريين في مسرح الإخوان المسلمين في مصر.
في لحظات ٍ كهذه، لا تعرف كيف تردّ ولا بماذا ترد، وأين َ تردّ، أين تقطع الحديث المزعج لتردّ على من يحاول أن يستخدم ضعفك، تلك الفاصلة الأكثر ألماً، كي يضغط عليك فيها...
«إحنا الحقّ علينا ما حطيناكم في الخيم زي باقي الدول، أنتو الخيم كانت أحسن إلكم لأنكم ما بتقَدروش المعروف»، تردّ سيدة ً أخرى في صورة أخرى من صور اللجوء...
في مصر، لا أحد يريد أن يسمع ما لديك. هناك َ فقط غضب عام ومقبول لدرجة أن ّ أحداً لا يشعر بالحاجة لنقده أو التعامل معهُ بطريقة مختلفة وهذا أكثر ما يثير القلق...»
من مدونة «طباشير» السورية 25 تموز/يوليو 2013