«أكتب وفي عيني دمعة من تدني مطالبنا في مشروع الجزيرة([)، كنا نكتب ونمني النفس بتطوير مشروع الجزيرة ونسأل عن ري حديث يواكب القرن الذي نحن فيه، بديلاً لري قارب عمره التسعين عاماً. كنا نكتب ونمني النفس بإدخال الحيوان والبستنة وتطوير المحاصيل رأسياً وأفقياً، كنا نكتب وعيوننا لمستقبل زراعة تكفي السودان حليباً وتزيد. كنا نريد لهذه الدولة أن تشطب فاتورة منتجات الألبان من قائمة وارداتها التي بلغت في عام 2009 (212) مليون دولار، وهذا آخر عهدي بمتابعتها ولا أدري كم هي الآن.
أتدرون ماذا سأكتب اليوم؟ ظهرت مراكز قوى في مشروع الجزيرة تحتكر المياه وتمنعها من فقراء المزارعين. عجزت الإدارة والوزارة عن كسر سلطة مراكز القوى هذه، وتقسيم الماء بعدالة... بالله ألم ينخفض سقف مطالبنا للحضيض؟ وهذا بدلاً من مطالبنا في السابق بريّ يدار بشبكة كمبيوتر ويوزع بعدادات تحسب كميات المياه بالمتر المكعب لكل نمرة. يبدو أن استفادة مشروع الجزيرة من تعلية خزان الروصيرص كـ«أحلام زلوط» كما يقول السيد الصادق المهدي.
([) «مشروع الجزيرة هو مشروع زراعي في وسط السودان، أنشئ عام 1925 لمدّ المصانع البريطانية بحاجتها من خام القطن الذي شكل أيضاً العمود الفقري لاقتصاد السودان بعد الاستقلال. وهو أكبر مشروع مروي في أفريقيا».
من مدونة استفهامات السودانية (الأحد 21 تموز/يوليو 2013)