منذ كانون الأول/ديسمبر 2012، أصبح للمهتمين بالموسيقى (العربية خصوصاً والعالمية عموماً) "غير التجارية" عنوان إلكتروني ليس لزيارته بشكل دائم وحسب، بل للمساهمة في ما ينشره كتابياً وموسيقياً: "معازف" مجلة إلكترونية وُلدت بدعم من "الصندوق العربي للثقافة الفنون"، "متخصِّصة بالمقالات والدراسات والأبحاث والمراجعات الموسيقيّة العربيّة بشكل خاص، والعالميّة عموماً" بحسب تعريف مؤسسا المجلة، معن أبو طالب وأحمد الزعتري. وجاءت فكرة تأسيس المجلّة لتُعنى "بالموسيقى التقدميّة والتجريبيّة بشكل خاص، لتوثيقها، وتحليلها، ودراستها من جوانبها السياسيّة والاجتماعيّة وغيرها، لإيماننا بأن الموسيقى منتج تراكمي وآنيّ في نفس اللحظة، يصنعه السياسيّ والاقتصاديّ والعامل والطالب، يعيد إنتاجه الفنان لنفس الصانع".
وفي "مانيفستو" تأسيس "معازف"، نقرأ: "رغم أن سنة 2011 جاءت لتستردَّ ثمن الحريّة الذي دفعته الشعوب، ولا تزال تدفعه، منذ زمن الاستعمار الإمبرياليّ، إلا أنها أتت أيضاً لتحرّرنا من استبداد المستعمر الداخلي: المضطّهد، والرقيب، والمستأثر بالحقيقة والدين والإبداع، وطوابير مهرجي بلاط القصور الذين قاموا بالتشويش على الأدب بالبلاغة، وعلى الفنّ بالفولكلور، وعلى الموسيقى بالترفيه. في ظل هذا الإرهاب الفكري، نشأت طبقات مجتمعيّة تدّعي أهليّتها للاستئثار بالإبداع. ونشأت حركات موسيقيّة مثل موجة “الموسيقى البديلة”. ورغم طبقيّة الكثير من إنتاجات الموجة الأخيرة، كان مجرّد التفلُّت من حرّاس الفولكلور والحقيقة، أمراً ثوريّاً بحد ذاته. من هنا جاءت فكرة تأسيس مجلّة تعنى بالموسيقى العربيّة التقدميّة والتجريبيّة بشكل خاص، والموسيقى العالميّة بشكل عام".
برأي مؤسسي المجلة، "الموسيقى دمويّة وحاسمة ضد المطلق وضد السلطة. الموسيقى شوارعيّة، خريجة كباريهات ومعازف محرّمة".
ونظراً للحاجة الملحّة لمشروع موسيقي كهذا غير منضبط بنظرية "الفن للفن"، انضمّ إلى "معازف" عدد لافت من الكتّاب والصحافيين والأكاديميين والشعراء والنقّاد ممّن تجمع بينهم الموسيقى، أكانوا مجرد هواة سمع، أو محترفي عزف. في المحصلة، مقالات وتحقيقات وتحليلات وأبحاث وترجمات (فضلاً عن مكتبة موسيقية غنية) محترفة ومتنوّعة. كتّاب المجلة الوليدة يتوزعون على معظم البلدان العربية، وينضم إليهم بعض محبي الموسيقى من غير العرب.
"مستورد" هي إحدى زوايا "معازف"، وهي مخصصة للموسيقى غير العربية، (تقرأ مثلاً عن علم الموسيقى الماركسي، وعن نينا سيمون وفرقة ليد زيبلين والجانب التروتسكي الراديكالي للفنان الفرنسي الراحل جورج موستاكي). يبقى أن زاوية "فيديو" من أبرز فقرات الموقع، إذ تُمكِّن زائر "معازف" من قراءة نصّ عن معزوفة أو فرقة يسمعها ويشاهدها في الوقت نفسه.
"معازف" عنوان رئيسي للتعرّف على مشاريع موسيقية (عربية خصوصاً) قديمة وحديثة ومعاصرة لا مكان لها على شاشات الفضائيات اللاهثة خلف كل ما هو تجاري. وهي تثبت أنّ شعار "الجمهور عايز كده" ليس قدراً محتوماً.
http://www.ma3azef.com/
(ولأن هذا التقديم لا يفي الموضوع الخطير حقه، فننشر قريبا بالاشتراك مع "جدلية" مقابلة مع المشرفين على الموقع).