في الغالب، يجلس محمد مرسي يوميا ليفكر كم أنه تعيس، مبارك هو مثلَه الأعلى، بالتعريف العلمي للمثل الأعلى. كل ما فعله مبارك يحاول أن يفعله مرسي، مع فشله في هذا. يمكننا افتراض أن مرسي سهر ليلة مع أصدقائه قبل فوزه في الانتخابات، وتراهنوا على أنه إن كسب فسوف يستطيع أن يكون مثل مبارك، وأقرانه الإخوان لم يصدقوا. وفاز مرسي برئاسة مصر، وفشل، وكاد يخسر الرهان. لم يستطع مرسي التحكم في مفاصل الدولة.
لكن اللحظة الأخيرة أسعفته: مجموعة على الفيسبوك تعلن عن يوم 30/6 كيوم للغضب الشعبي ضد الإخوان. 30/6 مثله مثل أيام جمعة عديدة مرت في حياتنا المصرية بعد الثورة وأثنائها، لا شيء ينبئ إنه سيحدث شيء كبير فيه. ولكن مرسي، المدفوع برهانه مع أصدقائه، قرر أن يدفع الشعب للثورة عليه.
هذا الشيء الوحيد الذي سيقنع إخوانه إنه مثل مبارك. الشعب غاضب من بطشه مثلما غضب من بطش مبارك. وسوف يخلعه مثلما خلع مبارك. مبارك ليس أفضل مني. مبارك قوي وعنيف وأنا أيضاً. مبارك أحدث انقساماً في الشعب وأنا أيضاً. مرسي لا يصبو لوطن قوي، وانما يصبو لرئاسة قوية يكون هو على رأسها.
ولأجل دفع هذا الـ30/6 لحيز التنفيذ، لكي يحوله إلى ثورة شعبية حقيقية، فقد قام بتعيين محافظي مصر من خلفية إخوانية أو من خلفية الجماعات الإسلامية. احتكاكات بين إخوان ومواطنين في كل مكان، موالون للإخوان يقتحمون اعتصامات يقيمها معارضوهم، الالتقاء بالسفيرة الأميركية للإيحاء للناس أن أميركا تسانده، الاستهزاء ب«تمرد»، التهديد بالعنف في حالة إزاحته، إخافة الناس حتى يغضبوا أكثر. هذا هو الشيء الوحيد الذي يقنعه بأنه منتقم وجبار. هذا هو الشيء الذي سيدفع الناس للثورة عليه، وبالتالي يقنعه أنه صار مثل مبارك.
ويبدو أن حلم مرسي بصدد التحقق.
الزاوية الحمرا
حلم مرسي
في الغالب، يجلس محمد مرسي يوميا ليفكر كم أنه تعيس، مبارك هو مثلَه الأعلى، بالتعريف العلمي للمثل الأعلى. كل ما فعله مبارك يحاول أن يفعله مرسي، مع فشله في هذا. يمكننا افتراض أن مرسي سهر ليلة مع أصدقائه قبل فوزه في الانتخابات، وتراهنوا على أنه إن كسب فسوف يستطيع أن يكون مثل مبارك، وأقرانه الإخوان لم يصدقوا. وفاز مرسي برئاسة مصر، وفشل، وكاد يخسر الرهان. لم يستطع مرسي التحكم في مفاصل الدولة.<br
2013-06-26
شارك