هدف العدو، خلال السنتين الماضيتين، إلى إرساء معادلته في أذهان سالكي الطرق الرئيسة في محافظتي لبنان الجنوبي والنبطية. تتلخص المعادلة في أنه، عبر قصفه سيارات المدنيين والمعامل وأماكن تجمع الآليات التي قد تستخدم في إعادة الإعمار، بطائراته المسيرة والحربية، يستهدف عناصر "حزب الله" وبناه العسكرية حصراً، ولا يستهدف المدنيين. وبالتالي، طالما أنك لست عنصراً في الحزب فلا خوف عليك. وقد ساعدته في ترسيخ معادلته ماكينة إعلامية لبنانية ضخمة تردد ما تبثه وسائل إعلام العدو وتُطبّل له، لتوسعة الشرخ بين "المقاومة" و"البيئة الحاضنة". أما اليوم، في الذكرى السنوية الأولى لما سمّي بوقف إطلاق النار، فيبدو أن العدو يعمل على إدخال الجنوب اللبناني في مرحلة جديدة "بلا ضوابط"، مستهدفاً يافِعين يلعبون كرة القدم هنا، أو أطفالاً في باص مدرسي هناك، أو مدير مدرسة وموظف بلدية هنالك. يبدو أنه مرتاح على وضعه، وأن المطبلين له بلغوا سنّ الرشد، فما يقوله هو "الحقيقة الوحيدة"، والضحايا لا صوت لهم، بغض النظر عن معرفته أو معرفة المطبِلين له بواقع هؤلاء الضحايا.
الطريق الساحلي أهم الطرق الجنوبية، فهو يربط عاصمة الجنوب، صيدا، ببقية أقضية جبل عامل التي تتكرر عليها الاعتداءات اليومية. باتت أماكن الاستهداف معالم يمكن أن يسترشد بها السالكون.
ولتترك صيدا، فأنت مخيّر بين طريقين. أولهما الطريق البحري الذي اشتاق إلى الإسفلت منذ زمن. كان من المفترض أن تتحول هذه البقعة إلى جنة أرضية، تتألف من بحيرة وأرصفة مشاة وجبل أخضر يحل محل "جبل الزبالة" الذي يستقبل نفايات المدينة وقرى قضائها. تلك الجنة رُسِمت يوماً على أوراق خرائط هندسية، وما نفّذ منها ضئيل، فقد تمدد الجبل، وانتصر بتلوثه وروائحه وقذارته على الهواء والأرض ومياه البحر. أما تلك البحيرة الموعودة فقد تحولت بدورها إلى بؤرة للتلوث وتناثرت النفايات على جانبي الطريق المحفر المحاذي لها، حيث شركة غاز وعدد من بسطات بائعي الفواكه الذين تأقلموا مع الروائح. تحول الجبل المشؤوم إلى مَعْلم فساد مستدام، سترافقك روائحه طويلاً قبل أن تنعتق منها عند الوصول إلى الأوتوستراد الجنوبي، وهو ثاني الطريقين.
"الفرزُ الآن"! نساء في جنوب لبنان لم ينتظرنَ منقِذاً
26-04-2022
نفايات طرابلس- لبنان: "جبل الموت" يتفكّك
28-11-2022
إذا ما اخترت الطريق الثاني، أي الأوتوستراد الشرقي، فالقسم الأخير منه في المدينة يحاذي عاصمة الشتات الفلسطيني، أي مخيم عين الحلوة، الذي لم يجف دم ضحاياه بعد. وقد تفتقت العبقرية اللبنانية منذ عقد أو أكثر عن بناء جدار عازل يحيط بهذه البقعة من المخيم مع تزويده بأبراج مراقبة. قد لا يختلف هذا الجدار من حيث الشكل والتصميم عن الجدران العازلة التي بنتها سلطات الاحتلال في الضفة الغربية. مشهد مؤلم يرافقك وأنت تغادر صيدا، لكن نسبة الألم التي يسببها الجدار تكاد تكون غير ملحوظة إذا ما قورنت بالمأساة اليومية لدى أسرى الحياة اليومية داخل المخيم. من المستبعد أن تصل إليك روائح آلاف أطنان النفايات هنا، لكن سيرافقك صراخ جرحى الاستهدافات وأهالي القتلى المدنيين، وصدى صراع الفصائل والاشتباكات "غب الطلب"، أو سترافقك زفرات مزمنة لدى الحالمين بالعودة إلى فلسطين أو بأدنى مقومات العيش الكريم.
أرض عاملة
ينفتح الأوتوستراد الجنوبي بمساريه "على مصراعيه" أمام ناظريك، وعلى امتداد مئات الأمتار، تزيّن أعمدة الكهرباء رايات الحزب الصفر والأعلام اللبنانية، تشعرك وكأنك تدخل عالماً آخر، أو أرضاً أخرى ألصقت بها شتى الأوصاف المتعلقة بالطهارة والقداسة ودماء الشهداء.
كان من المفترض أن يتحول الطريق البحري إلى جنة أرضية، تتألف من بحيرة وأرصفة مشاة وجبل أخضر يحل محل "جبل الزبالة" الذي يستقبل نفايات المدينة وقرى قضائها. لكن الجبل تمدد، وانتصر بتلوثه وروائحه وقذارته على الهواء والأرض ومياه البحر. وتحولت البحيرة الموعودة بدورها إلى بؤرة للتلوث وتناثرت النفايات على جانبي الطريق المحفّر المحاذي لها. تحول الجبل المشؤوم إلى مَعْلم فساد مستدام، سترافقك روائحه طويلاً.
ما زالت ماكينة الحزب الإعلامية – الإعلانية للحزب في ذروة نشاطها، تفرض مشهداً كبيراً على الداخلين والمغادرين، ومن خلف المشهد ترسّخ فكرة "الأرض لمن حرّرها"، متلاعبة بأفكار الأجيال التي تلت لحظة التحرير. فالقوى التي حرّرت هذه الأرض وصولاً إلى الشريط الحدودي كانت منضوية في "جمول"، وكانت عابرة للطوائف والمذاهب، لكنها تفتتت، ولا ماكينة إعلامية لديها. من الممكن أن تأسف أن "حزب الله"، الذي كان في ذروة قوته قبل الحرب الأخيرة، ربما لم يجد أي جدوى في التوجه بخطابه إلى "الآخر المقاوِم"، الذي حرر الأرض إلى ما بعد صور والنبطية... والآن ما عاد ينفع الندم.
إنها أرض عاملة.
عن يمينك ويسارك تنبت كالفطر مؤسسات ومعامل ومصانع ومطاعم ومحال تجارية لأولئك الذين تحسنت أحوالهم حين ساءت أحوال الناس. هل هذا غريب؟ أتراهم زادت ثرواتهم مع الأزمة الاقتصادية – المعيشية الحادة التي عصفت بالبلاد وترافقت مع الحجْر الصحي وتفشي وباء كوفيد 19؟ وهل تضاعفت ثرواتهم مع الأزمة المصرفية وتلاشي القيمة الشرائية للعملة الوطنية والتوجه نحو الدولرة، مع كل ما رافقها من سرقة حسابات المودعين وإذلال أمام الأفران ومحطات الوقود والصيدليات؟... أم ازدهرت أحوالهم مع "حرب الإسناد" وحرب أيلول/ سبتمبر 2024! ليس غريباً على الإطلاق. فتحالف رأس المال مع الإقطاع السياسي في أرض عاملة قديم قِدَم لبنان الكبير والمحاصصة قائمة وفق القاعدة الذهبية: "51 في المئة" للزعيم وبطانته وزبانيته ورجال دينه والباقي للتاجر الفاجر.
أما المتضررون من الأزمات، الذين تتناثر بلداتهم وقراهم على طول الطريق، وهم الغالبية، فأفقدوهم صوتهم الذي انطلق على غير عادة في انتفاضة تشرين اليتيمة، إما بالقمع المباشر حين أرسلوا زعرانهم ليعتدوا على المنتفِضين أو عبر تدجينهم بالدِين والآخرة والشهادة والقداسة... وها هو العدو الإسرائيلي الذي نجح في تدمير بيوت المدنيين وأرزاقهم يضيف، منذ سنة إلى اليوم عبر استهدافاته اليومية، حبة الكرز الحمراء فوق قالب حلوى الفساد المتوارَث.
لا شيء غير ذلك... ليست القشة التي ستقصم ظهر البعير، ولن تكون. فالإنسان العاملي خانع مطأطأ الرأس، مقموع بكل خلاياه، قانع راض بقدره، وبما يتركه له تحالف الساسة ورأس المال ورجال الدين من فتات. انتهى زمن القوى التغييرية الحيّة في المجتمع العاملي، لم يعد أحد يحلم حتى بتشكيل حركة مدنية. وأولئك الأفراد الذين يتنطحون على الشاشات ممن تغذوا بأموال الخارجية الأميركية خلال العقدين الأخيرين لا يمثلون سوى أفراد منتفعين مثلهم. وأولئك حديثو النعمة الذين يرددون التعليمات الصهيونية بلهجة جنوبية كي يلعبوا دوراً ما في مرحلة مقبلة غريبين عن الناس. فالناس مستعبَدون من مولدهم إلى مدفنهم بمساعدة شهرية أو "خدمة اجتماعية"، وبحبة الدواء والاستشفاء ومقعد دراسي، أو بوظيفة ومعاش... مستعبَدون بـ"حقوقهم البديهية" لو كان لبنان دولة بالفعل. وكل ذلك يمرّ عبر قنوات مذهبية محددة سلفاً، عبر مسؤول الزاروب والحيّ والبلدة... وصولاً إلى زعيم الطائفة. عملياً، كل ما قد يحلم به السواد الأعظم من الناس هو خبزهم قوت يومهم، وألا يغضبوا زبانية الزعيم، لا سمح الله، فيفقدوا فرصتهم في الطبابة والتعليم والوظيفة.
ترافقك الرايات الصفر والأعلام اللبنانية إلى مفترق الزهراني، حيث مصفاة التابلاين للبترول التي كانت تستقبل النفط من الجزيرة العربية قبل زمن. ربما لا يزال نصب الشركة موجوداً فوق التل المشرف على المصفاة في مكان ما، لكنه غير ملحوظ من الأوتوستراد الذي تتوزع على جانبيه صور حديثة لشهداء وقادة ورجال دين ولوحات إعلانية عن كل شيء. يفتقر الطريق بشكل حاد إلى الصيانة والإسفلت، يتموج وتنقصه مقومات السلامة المرورية. وتتحول القيادة عليه إلى مغامرة بين السيارات المسرعة التي لا تحمل لوحات أو ذات الزجاج الداكن. هنا يتحول الطريق نفسه إلى وحش قاتل يلتهم حيوات عابريه تحت عنوان "الله يرحمه، قضاء وقدر.. الأعمار بيد الله".
جنوب الليطاني
عند الليطاني ينتهي قضاء صيدا، أو ما بات يُعرف بقضاء الزهراني على الرغم من عدم وجود تقسيم إداري يحمل هذا الاسم، إلا أنه مجرد دائرة انتخابية اقتضت مصلحة ولي الأمر استحداثها فكان له ذلك، وولي الأمر يُطاع. هو المكان عينه الذي يصرح الصهاينة بين الآونة والأخرى عن رغباتهم بالوصول إليه لضمّ الأراضي الواقعة جنوبه إلى كيانهم.
"الأرض لمن حرّرها"، شعار مدروس لتحوير التاريخ!! فالقوى التي حرّرت هذه الأرض وصولاً إلى الشريط الحدودي كانت منضوية في "جمول"، وكانت عابرة للطوائف والمذاهب، لكنها تفتتت، ولا ماكينة إعلامية لديها. من الممكن أن تأسف أن "حزب الله"، الذي كان في ذروة قوته قبل الحرب الأخيرة، ربما لم يجد أي جدوى في التوجه بخطابه إلى "الآخر المقاوِم"، الذي حرر الأرض إلى ما بعد صور والنبطية... والآن ما عاد ينفع الندم.
انتهى زمن القوى التغييرية الحيّة في المجتمع العاملي، لم يعد أحد يحلم حتى بتشكيل حركة مدنية. وأولئك الأفراد الذين يتنطحون على الشاشات، ممن تغذوا بأموال الخارجية الأميركية خلال العقدين الأخيرين، لا يمثلون سوى أفراد منتفعين. عملياً، كل ما قد يحلم به السواد الأعظم من الناس، هو خبزهم قوت يومهم، وألاّ يُغضِبوا زبانية الزعيم، لا سمح الله، فيفقدوا فرصتهم في الطبابة والتعليم والوظيفة.
يُسمّى الليطاني عند مصبّه بالقاسمية، وإذا ما كنت مصرّاً على متابعة السير على الأوتوستراد فسينتهي بعد نحو مئة متر من حاجز الجيش اللبناني ومركز "اليونيفل". عليك أن تسلك طريقاً ضيقاً يلتف بك ويأخذك إلى نزلة برج رحال الطويلة التي توصلك إلى الطريق الساحلي القديم، مارة بتجمع القاسمية للاجئين الفلسطينيين. قيل إن الأموال المخصصة للأوتوستراد الذي كان من المفترض أن يصل إلى الحدود مع فلسطين المحتلة قد سرقتها بطانة الزعيم.. "خلصوا المصريات". وقيل إن الزعيم ارتأى أن يتوقف الأوتوستراد عند هذه النقطة كيلا يسهّل على دبابات العدو اجتياح الجنوب من جديد (!).. وهي حكمة ينحصر فهمها بـ"الراسخين في العلم". على أي حال، يختفي الأوتوستراد، ويتردد بين الفينة والأخرى أن العمل الذي انطلق قبل نحو ثلاثة عقود ثم توقف، سيتواصل "في القريب العاجل".
أما إذا ما اخترت أن تستلم الطريق القديم في محلة "أبو الأسود"، بعد انفتاح سهل عدلون عن يمينك، في مشهد مبهر لأشجار الموز الجنوبي "الأبو نقطة". سيرتطم النظر عن يسارك بتلّة شوهتها كتل الاسمنت كأنموذج بسيط عمّا عرف بـ"دومينو" التعدي على المشاعات والأملاك العامة والخاصة، حين سمح الزعيم لأتباعه بوضع اليد على أراضي الدولة والناس في الجنوب، و"فلت الملقّ". باتت هذه التلة التي ربما تحتضن في داخلها جزءاً من خرائب بلدة "كفر بدّا" البائدة، أنموذجاً على سلطة الزعيم وأتباعه من جهة، وعلى بشاعة الإسمنت المتنافر الأشكال مع مشهد السهل الذي تشرف عليه من جهة أخرى. و"أبو الأسود" ليس بلدة، بل عبارة عن تقاطع طرق، يذكرك بحاجز قوات الاحتلال ثم بالقوى الطائفية التي حلّت محله، وهو اليوم مكان متميّز لباعة أقراص مدمجة تحمل صوراً حزبية، ويفترض أن فيها أناشيد دينية. من الذي لا يزال يستخدم أقراصاً مدمجة حتى اليوم!
على جانبي الطريق القديم الضيّق تبدأ بعض أشجار الكينا المعمِّرة بالظهور. تلك الشجرات القليلات نجت من إحدى أكبر المجازر البيئية، إذا كان الطريق القديم بين صيدا وصور مزنّراً بها وقطعت قوات الاحتلال نصفها تقريباً بين العامين 1982 و1985، لأنها كانت تحجب عن دورياته الرؤية، وكان مقاتلو "جمّول" يستهدفونها من وراء "الكينايات". أما النصف الآخر فقطعه الجشع، بعد تحويل الأراضي الزراعية الملاصِقة للطريق إلى مؤسسات تجارية خاصة وفق قاعد الـ"51 في المئة" الذهبية تلك نفسها. وكلما اقتربت من مدينة صور أكثر، بعد البرغلية والشبريحا، تحتل الماركات العالمية نسبة أكبر منها، حتى تصل على مفترق العباسية، فبعد "قوس النصر" الخشبي، يحجب الرؤية نصب رخامي ملتبس وضعته بلدية العباسية بين مساري الطريق.
عند الليطاني ينتهي قضاء صيدا، أو ما بات يُعرف بقضاء الزهراني، على الرغم من عدم وجود تقسيم إداري يحمل هذا الاسم، إلا أنه مجرد دائرة انتخابية اقتضت مصلحة ولي الأمر استحداثها فكان له ذلك، وولي الأمر يُطاع. هو المكان عينه الذي يصرِّح الصهاينة بين الآونة والأخرى عن رغباتهم بالوصول إليه لضمّ الأراضي الواقعة جنوبه إلى كيانهم.
إنها أرض عاملة. عن يمينك ويسارك تنبت كالفطر مؤسسات ومعامل ومصانع ومطاعم ومحال تجارية لأولئك الذين تحسنت أحوالهم حين ساءت أحوال الناس... أتراهم زادت ثرواتهم مع الأزمة الاقتصادية – المعيشية، ومع الأزمة المصرفية وتلاشي القيمة الشرائية للعملة الوطنية، مع كل ما رافقها من سرقة حسابات المودعين، أم ازدهرت أحوالهم مع "حرب الإسناد" وحرب أيلول/ سبتمبر 2024! تحالف رأس المال مع الإقطاع السياسي في أرض عاملة قديم قِدَم لبنان الكبير، والمحاصصة قائمة وفق القاعدة الذهبية إياها: "51 في المئة" للزعيم وبطانته...
من هذه النقطة، يمكنك سلوك الطريق البحري ماراً بتجمع جلّ البحر للاجئين الفلسطينيين، الذي تقابله تجمعات تجارية وفندق وأبنية.. كلها مهجور أو غير مكتمل البناء. تنتظر هذه الأبنية منذ زمن أن يُزال المخيم، غير المعترف به كمخيم، من على شاطئ البحر، كي تحل المنتجعات السياحية مكان البيوت المتهالكة البائسة التي تغزوها أمواج البحر كل شتاء! إنها مجرد أطلال حديثة تستقبل الداخلين إلى مدينة صور، وتنتظر تصفية القضية الفلسطينية ربما.
لبنان: ريع من نوع خاص
12-11-2020
إن دخلتَ صور سالماً، فقد نجوت من كارثة عابرة. نجوتَ من أن تموت أو تُجرح باستهداف من مسيرة أو طائرة حربية. نجوت من أن تتحول لساعات إلى مجرد خبر يتداوله المطبلين للعدو، فحواه أنك أحد قادة الحزب أو عنصر من عناصره... نجوت من أن تغدو مجرد عدد في عدّاد لا نهاية لأرقامه. لكنها مجرد كارثة عابرة، لأنك إن نجوت ستعود إلى الكارثة اليومية والموت اليومي بالتلوث السمعي والبصري، بالتلوث الغذائي والمائي، بوطأة القهر المستدامة التي فرضتها مصالح الساسة ورجال دينهم حيتان المال على البائسين المقهورين، التي تترجم في الأزقة بعد سرقة أموال الناس إلى "زعرنات وسلبطات" وغياب شبه تام للقانون... حيث تخفت الأصوات وتلتوي الأعناق وتُطأطأ الرؤوس... حيث أن تبقى حياً أو سليماً من الأذى ليوم آخر.. مجرد صدفة.





