أحد قوارب أسطول الصمود اسمه بيسياس!

شاهدوا في آخر النص عبر الرابط، الفيلم الوثائقي الذي يتتبّع الرحلة - الأولى خصوصاً - من اليونان إلى فلسطين.
فانجيليس بيسياس، كبير منظمي مهمة السفن إلى غزة، يلقي كلمة في أثينا قبيل إطلاق أحد أساطيل الحرية، في حزيران / يونيو 2010 (المصدر: ديموتكس/ جيورجوس دوغانيس)

انطلق مؤخراً إلى غزّة، وضمن قافلة قوارب أسطول الصمود، قارب سويسري يحمل اسم "فانجليس بيسياس"، المناضل اليوناني، وهو من مواليد الاسكندرية في مصر (1948)، وكان شديد التعلق بما كان يسميه مدينته، وبسنوات طفولته هناك، ويحفظ بإصرار بضع كلمات أو جمل باللكنة المصرية العربية، بقيت لديه من ذلك الزمان. 

هذا هو الزورق ومكتوب عليه اسم بيسياس بالأحرف اليونانية

وفانجليس مناضل ضد الفاشية، كان من أوائل المبادرين لفكرة قوارب كسر الحِصار عن غزة، وقد أوصل بالفعل قارباً يونانياً عام 2008 إلى شواطئ غزة، وذلك من دون أن ينتبه له الإسرائيليون، واستُقبل هناك استقبال الأبطال، إذ زيّن الغزيون رصيف المرفأ محتفلين بفرح بالواصلين.

ثمّ لم يتوقف بيسياس عن المشاركة، كمسئول، في كافة رحلات الأسطول اللاحقة بلا استثناء. وفي الرحلة التي تعرضت لقصف اسرائيلي، على السفينة مافي مرمرة، استشهد خلاله 9 من المناضلين الأتراك، صعد بيسياس إليها من قارب آخر في عرض البحر، وتصدَّر هو مهمة "التفاوض" مع قوات الاحتلال الاسرائيلي التي اقتحمتها. وكان قبيل وفاته بأشهر، يصر على رغبته بالذهاب إلى رفح والعبور إلى غزة من هناك.

بيسياس متوسطاً مجموعة من المنظِّمين لإحدى رحلات أسطول الحرية.
إحداثيات بعض قوارب أسطول الصمود (17-9-2025)، ويظهر مركب فانجليس بيسياس مبحراً إلى غزة.

بيسياس كان مهندساً هيدروليكياً، وبروفيسوراً في بوليتكنيك-أثينا، وهو توفي بعد صراع مع السرطان في تشرين الثاني / نوفمبر 2024، بعد أن قاومه لخمس سنوات ببسالة نادرة، ظل خلالها نشيطاً جداً، يفكّر ويكتب ويقترح ويتابع، ويشارك بكثافة في الندوات العامة وفي البرامج التلفزية، متجاهلاً مرضه.

****

للمزيد عن رحلات الأسطول الأولى، شاهدوا هذا الفيلم الوثائقي (2014) الذي يتتبّع الرحلة من اليونان إلى فلسطين.

مقالات من فلسطين

فلسطين وأهلها في لوحات رسام روسي من القرن التاسع عشر

تَمثَّل هدف بولينوف الإبداعي في تجسيد المشهد التاريخي عبر أعمال تتناول مواضيع الإنجيل، وإعادة إنتاج تفاصيل المشاهد بدقة متناهية، أي ترجمة النصوص المقدسة إلى لغة واقعية. هذه "التأملات الفلسفية"، التي...

غزّة.. أكلها الذئب

عُدت إلى المدينة، وهي لم تزل بعيدة عن تلك التي أعرفها. أفتحُ الشباك، أشعرُ بها شاحبة، متألمة، بلا ضجّة، ولا ضوضاء، ولا أطفال يلعبون. حتى في ذلك الوقت، الذي كانت...

للكاتب/ة

هذه قصتي

الثِقل الحقيقي لا يُحمَل على عربات، بل يسكن القلوب. لا أحد ينجو بأبوابه ونوافذه، النجاة الوحيدة أن نحمل ذاكرتنا عارية، بلا خشب ولا حديد. ليبقَ البيت في مكانه، وليُدفن مع...