انطلق مؤخراً إلى غزّة، وضمن قافلة قوارب أسطول الصمود، قارب سويسري يحمل اسم "فانجليس بيسياس"، المناضل اليوناني، وهو من مواليد الاسكندرية في مصر (1948)، وكان شديد التعلق بما كان يسميه مدينته، وبسنوات طفولته هناك، ويحفظ بإصرار بضع كلمات أو جمل باللكنة المصرية العربية، بقيت لديه من ذلك الزمان.

وفانجليس مناضل ضد الفاشية، كان من أوائل المبادرين لفكرة قوارب كسر الحِصار عن غزة، وقد أوصل بالفعل قارباً يونانياً عام 2008 إلى شواطئ غزة، وذلك من دون أن ينتبه له الإسرائيليون، واستُقبل هناك استقبال الأبطال، إذ زيّن الغزيون رصيف المرفأ محتفلين بفرح بالواصلين.
يُبحرون ومعهم وجدان كلّ حرّ في العالَم
04-09-2025
ثمّ لم يتوقف بيسياس عن المشاركة، كمسئول، في كافة رحلات الأسطول اللاحقة بلا استثناء. وفي الرحلة التي تعرضت لقصف اسرائيلي، على السفينة مافي مرمرة، استشهد خلاله 9 من المناضلين الأتراك، صعد بيسياس إليها من قارب آخر في عرض البحر، وتصدَّر هو مهمة "التفاوض" مع قوات الاحتلال الاسرائيلي التي اقتحمتها. وكان قبيل وفاته بأشهر، يصر على رغبته بالذهاب إلى رفح والعبور إلى غزة من هناك.


بيسياس كان مهندساً هيدروليكياً، وبروفيسوراً في بوليتكنيك-أثينا، وهو توفي بعد صراع مع السرطان في تشرين الثاني / نوفمبر 2024، بعد أن قاومه لخمس سنوات ببسالة نادرة، ظل خلالها نشيطاً جداً، يفكّر ويكتب ويقترح ويتابع، ويشارك بكثافة في الندوات العامة وفي البرامج التلفزية، متجاهلاً مرضه.
****
للمزيد عن رحلات الأسطول الأولى، شاهدوا هذا الفيلم الوثائقي (2014) الذي يتتبّع الرحلة من اليونان إلى فلسطين.