«انتهيت للتو من عادتي شبه الشهرية والمتمثلة في تسديد «مخالفة ساهر» (جهاز أمني مخصص لمراقبة المخالفات المرورية في السعودية)، ذلك النظام الجميل الذي شاركنا أرزاقنا منذ حوالي الثلاث سنوات، جاورنا فيها بالمعروف حتى لنكاد نظنها ثلاثة عقود من طيب المعشر، وكأي نظام أو قانون يقتص من دخل المواطن، يكون الناس معه إما كارهين ومحاولين التملص ما استطاعوا، وأنىّ لهم ذلك، أو مستسلمين من أمثالي مرددين بيت المتنبي «ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى، عدواً له ما من صداقته بد». ومما لا شك فيه أن «ساهر» سبب أثرا مباشرا في انخفاض حوادث السيارات، وبالنتيجة انخفاض الوفيات والإصابات. وإذا عدنا بالذاكرة إلى ما قبل تدشين «ساهر» بعام، سنجد أرقاماً مرعبة حيث سجلت أكثر من 6400 حالة وفاة، وأكثر من 36 ألف حالة إصابة...
لا يعرف أحد كم يبلغ دخل «ساهر»، ولا يوجد وضوح ما إذا كان دخل «ساهر» يعود ويسهم في ميزانية المرور، أو يستخدم الدخل لتوسيع شبكة ساهر ودعم تغطيتها لمناطق أكبر. الأفضل من ذلك تخفيف حنق المواطن من المخالفات التي قصمت ظهره، عبر صرف دخل «ساهر» على ما يعود بالنفع على المواطن، فماذا لو تم إنشاء مستشفى لـ«ساهر» في أكثر من مدينة...
من مدونة عبد الرحمن الطريري