نادر أندراوس
نشر في موقع "مجلة الفراتس" بتاريخ 26 / 03 / 2025
كتب الفيلسوفُ الأمريكي، وأحد أشهر منظِّري "الحربِ العادلة"، "مايكل والزر"، مقالةً في صحيفة "نيويورك تايمز" في 21 أيلول/ سبتمبر 2024، بعنوان "لا مكان لهجمات البيجر الإسرائيلية في نظرية الحرب العادلة". وصف والزر في هذه المقالة التفجيرات المتزامنة لمئات من أجهزة البيجر وأجهزة اتصال لاسلكية محمولة من نوع "ووكي توكي آيكوم" التي يحملها أعضاء من حزب الله اللبناني في 17 و18 أيلول/ سبتمبر 2024 أنها "على الأرجح جرائم حرب وهجمات إرهابية لدولة طالما شنعت الهجمات الإرهابية التي كانت تقع على مواطنيها". ومع شدّة هذا الانتقاد إلا أن مايكل والزر استدرك في منتصف المقال قائلاً: "من المهم تأكيد فرق مهم. إن إدانة هجوم حربي واحد لا يعني إدانة الحرب نفسها". أي إن الإدانة الأخلاقية لهجمات البيجر لا تشمل الموقف الأخلاقي من الحرب التي خاضتها إسرائيل في غزة ولبنان. وهو يوضح هذا المقصد بقوله إنَّ "حماس وحزب الله يقاتلون إسرائيل لسبب غير أخلاقي ولا عادل، وهو إزالة الدولة اليهودية"، وهذا يمنح إسرائيل المبرر الأخلاقي لشنّ حربها في غزة، ولا يقدحُ في أخلاقية هذه الحرب حصولُ بعض الأفعال غير الأخلاقية فيها.
يعكس موقف "والزر" الأزمة التي يعيشها تيار "الصهاينة الليبراليين" الذي يُعد هو أحد رؤوسه. والمقصود بالصهيونية الليبرالية الاتجاه الفكري والسياسي الذي يدافع عن شرعية المشروع الصهيوني، من مفاهيم تنطلق من التراث الليبرالي مثل الحقوق والمواطَنة والحرية الدينية، ويعدّ حل الدولتين حلاً عادلاً للقضية الفلسطينية. أما أزمة مفكري هذا التيار فتتمثل في تناقض رئيس بين الإصرار على التمسك بحقوق الإنسان وعالميتها، وفي الوقت نفسه تقديم الحجج الليبرالية للتمسك بالمشروع الصهيوني ودولة إسرائيل.
للاطلاع على النص كاملا : https://shorturl.at/nrx0D