"ثورة يناير": الحدث والذكرى في مدينة "دمنهور"

هذه شهادة عن تلك الأيام المجيدة والبعيدة من كانون الثاني/ يناير 2011، عندما ثارت "دمنهور" مع أخواتها من مدن "مصر" فى وجه الظلم والفساد. ولأن الأحداث كانت كثيرة ومتشعبة، فسوف أتحدث عما شهدته بنفسي، أو أكملت نقصه بشهادات الرفاق الموثوقين، ومن أكثر من مصدر..
2025-01-23

ممدوح عبد المنعم

كاتب، من مصر


شارك
"إلى مزبلة التاريخ"، من مظاهرات دمنهور / مصر

هذه شهادة عن تلك الأيام المجيدة والبعيدة من كانون الثاني/ يناير 2011، عندما ثارت "دمنهور" مع أخواتها من مدن "مصر" فى وجه الظلم والفساد. ولأن الأحداث كانت كثيرة ومتشعبة، فسوف أتحدث عما شهدته بنفسي، أو أكملت نقصه بشهادات الرفاق الموثوقين، ومن أكثر من مصدر..

فى البدء كانت "تونس". وكل حديث يبدأ عن الثورة المصرية لا يمر بـ"تونس"، فإنه حديث يقتطع الحدث من سياقه الأصيل، ومن شرارته التى ألهبت خيال المصريين فى إمكانية أن يجري ما جرى. فمنذ أن أطلق "البوعزيزي" صرخته الأسطورية، فيما تُنتزع روحه بسبب القهر والجور، إلى أن حزم "بن علي" متاعه هارباً من البلاد، لم تتحول عيون المصريين عن "تونس"، وهي تحاول أن تقيس المسافات وتدرس الإمكانية.

25 يناير

الآن، أو قبل الآن، لايمكن لأحد الجزم بأنه كان يتوقع نتيجة ما جرى. فالحشد الذي صنعته صفحة "كلنا خالد سعيد" لحث الناس على التظاهر، لم يأخذه كثيرٌ من المصريين على محمل الجد، وإن شهد تفاعلاً كبيراً على موقع "فيسبوك"، ربما لأنهم رأوا بأعينهم المظاهرات المحدودة، التي كانت تنظمها حركة "كفاية" على مدى السنوات القليلة السابقة. تلك المظاهرات التي كان يتم تطويقها بأعداد غفيرة من رجال الشرطة تفوق أضعاف عدد المتظاهرين، ثم سرعان ما كان يتم فضّها في دقائق معدودة. وهي لم تفلح قط فى ضم أحد من جمهور المتفرجين العابرين، الذين منعهم الخوف، أو اللامبالاة، من الانخراط في الهتاف ضد بقاء الدولة الشائخة، ومحاولة التوريث المهينة، التي كان يجري الترويج لها على قدم وساق. ثمة شرارة، كان لا بد أن تنبعث لحث الناس. شرارة أكبر من أن يتم تجاهلها أو الخوف من عواقبها.

في "دمنهور"، بدا يوم 25 كانون الثاني/ يناير يوماً عادياً، جرت فيه مظاهرة محدودة الأثر والعدد على سلالم مسجد "التوبة"، الذي يتوسط المدينة، قامت بها مجموعة من الناشطين السياسيين، اعتادوا على التظاهر، واعتادوا على ألا ترهبهم آلة القمع. كان معظمهم من المنتمين إلى "حركة كفاية"، و"الجمعية الوطنية للتغيير"، وقليل للغاية منهم من شباب "الإخوان المسلمين"، الذين حضروا بشكل شخصي. لم يتجاوز العدد الإجمالي للمتظاهرين الـ 50 فرداً، حاولوا بعدها تنظيم مسيرة تخترق "شارع أحمد عرابي" في الطريق إلى "ميدان الساعة". لكن قوات الأمن أقامت سياجاً كثيفاً، يتكون من خمسة صفوف من الجنود، ومنعت المسيرة من التقدم متراً واحداً إلى الأمام. وعندما حاول المتظاهرون العودة إلى الوقوف أمام المسجد مرة أخرى، جرى فض المظاهرة بعنف وخشونة. بعدها لم يعد ثمة أثر للمظاهرة، إلا وجوه المخبرين وهي تملأ المكان.

وعلى مدى ما تبقى من اليوم، كنت أتابع ما يجري فى القاهرة وسائر المحافظات، متمزقاً بين شعورين متناقضين: السعادة بنجاح بعض المظاهرات في اختراق السياج الأمني الكثيف، والوصول إلى الميادين الرئيسية، ثم تكاثف أعدادها بمرور الوقت.. والألم ،لأننا لم نكن من تلك المدن، التي استطاعت أن تلحق بركب الحدث مبكراً، وتم وأد مظاهرتها اليتيمة فى زمن وجيز. ثم الغضب بعد تواتر الأنباء عن سقوط الشهيد "مصطفى رجب"، أول شهداء الثورة المصرية، في مدينة "السويس"، والذي أزعم أن دمه قد كان وقوداً لغضب عاصف انفجر في وجه من قتلوه.

عقب صلاة الجمعة، تدفق الآلاف من كل الشوارع في مدينة "دمنهور"، نحو ميدان "الساعة". كانت الأعداد كثيفة، إلى الحد الذي ضاق بها الميدان الفسيح. ثم بدأ التحرك في مسيرة جامعة وحاشدة، توقفت أمام ديوان عام محافظة "البحيرة"، كرمز للدولة التي لم يكف المتظاهرون عن المطالبة بسقوط رأسها، وهم يرددون: "الشعب يريد إسقاط النظام"، ويعلنون عن مطالبهم في: "العيش والحرية والعدالة الاجتماعية". 

في تلك الليلة، بدأت الدعوات إلى "جمعة الغضب". كنا ما نزال في مساء الثلاثاء، والتليفزيون الرسمى يتجاهل الحدث الأهم في "مصر"، ويقوم بتسليط كاميراته على مياه النيل، في مشهد عبثي أثار الضحك والرثاء أكثر مما أثار الغضب. وكان الوجوم على وجوه الناس، يشي بالشعور بأنه لا يمكن التراجع بعد الآن.

في تلك الليلة أيضاً، قررتُ السفر إلى القاهرة، كي أضع نفسي داخل بؤرة الحدث الرئيسي. لكنني قمت بتأجيل السفر خشية أن يفوتني ما يمكن أن يحدث في "دمنهور". وأظن أن هذين اليومين، اللذين مرا بصعوبة بالغة، قبل يوم 28 كانون الثاني/ يناير كانا سبباً رئيسياً في وجودي في الشارع منذ الصباح الباكر، مستشرفاً ما يمكن أن يحدث، ومتحسباً لكل السيناريوهات الممكنة.

28 يناير.. "جمعة الغضب"

عقب صلاة الجمعة، تدفق الآلاف من كل الشوارع والحواري في المدينة نحو "ميدان الساعة". كانت الأعداد كثيفة إلى الحد الذي ضاق بها الميدان الفسيح. ثم بدأ التحرك في مسيرة جامعة وحاشدة، مرت من شوارع رئيسية، ثم توقفت أمام ديوان عام محافظة "البحيرة"، كرمز للدولة التي لم يكف المتظاهرون لحظة واحدة عن المطالبة بسقوط رأسها المهيمن... بحت حناجر الجموع، وهي تردد: "الشعب يريد إسقاط النظام"، وتعلن عن مطالبها، التي تلخصت في: "العيش والحرية والعدالة الاجتماعية".

بعد حوالي ساعتين، تحرك عدد كبير من المتظاهرين نحو "ميدان الساعة" من جديد، وكنت من بينهم. صلينا العصر في الميدان، واستعد عدد كبير للاعتصام داخل حديقته الدائرية. كنت أحدث نفسي ساعتها بأن خروج هذا العدد الضخم من المتظاهرين واعتصامهم في الشوارع قد أنهى إلى الأبد مشروع توريث "جمال مبارك"، ووضع النظام المصري - الفاسد والعنيد - أمام حقيقة لم يكن يراها من قبل... إن هذه الرقعة الجغرافية الممتدة على الخريطة تحمل اسم ذلك الوطن الكبير، ليست أرضاً فارغة من السكان، ولكنها تضم شعباً قادراً على الغضب وقادراً، إذا أراد، على إفشال مخططات النظام، الذي كان يرى أنه ليس بحاجة إلى رأى الناس، أو موافقتهم، طالما ظل حلفاؤه يؤيدون خطواته ومشروعاته. النظام البليد الذي أدمن العناد، وكان يعتبر أن أي رضوخ لمطالب الناس هو علامة ضعف يجب إزاحتها بقوة.

أزعم أن دم الشهيد "مصطفى رجب"، الذي سقط في مدينة "السويس"، وهو أول شهداء الثورة المصرية، قد كان وقوداً لغضب عاصف انفجر في وجه من قتلوه. 

كان الميدان يغص بالجموع عندما حاول أحد المتظاهرين اقتحام مقر "الحزب الوطني" بمفرده، فقامت مجموعة من الشباب بمساعدته، قبل أن تتدخل قوات الشرطة لمنعهم، ثم القبض عليهم، وعلى مجموعة أخرى من المتظاهرين عند أطراف الميدان، بعيداً عن التكتل الكبير في داخله. اشتعل غضب الناس، وبدأوا في رشق سيارات الشرطة بالحجارة، فتتراجع تلك السيارات الى الوراء، في محاولة منها للنجاة من بطش المتظاهرين. في تلك اللحظة بالتحديد، حاولت إحدى سيارات الإطفاء التى كانت تقف عند الطرف الجنوبي للميدان الهروب من المكان وسط الزحام الشديد. استدارت السيارة نصف دورة بسرعة فائقة، فابتعد الناس مسرعين عن محيط دورانها الصاخب. تلك هي اللحظة التى سقط تحت عجلاتها الشهيد "بهاء الدين الجرواني"، أول شهداء الثورة في "دمنهور"، ليبلغ الغضب ساعتها ذروته...

في خضم ذلك الغضب، اتجه عدد من المتظاهرين نحو مقر "الحزب الوطني" فى الميدان، وقاموا باقتحامه. في مدخل مقر الحزب، كانت هناك صورة عملاقة لـ "مبارك" مبتسماً، معلقة على الحائط. كانت إحدى شركات السجاد الشهيرة، قد قامت بنسجها نسجاً فاخراً. تسلّق عدد من الشباب على أكتاف زملائهم، وقاموا بنزع السجادة وسحبها إلى خارج المقر، ثم قاموا بحرقها قبل أن يطأوها بأحذيتهم، وهم يدمدمون غضباً. حينها ظهرت قوات الأمن بكثافة استثنائية، وبدأت في تفرقة الجموع بقنابل الغاز. وكانت تلك هي المرة الأولى، التي أتعرض فيها شخصياً لتلك القنابل عن قرب، وأعاين بشاعتها وتأثيرها الحقيقي في تفريق الجموع، ولا أزال أحتفظ بواحدة من تلك القنابل، وقد كُتب عليها بلد الصنع، Made in USA . وقد أصابني دخان تلك القنابل بصداع عنيف، كدت أفقد معه الوعي.

"نريد العدل"

كنا قد قرأنا أن المياه الغازية يمكن أن توقف تأثير الغاز، فقمت بشراء عبوة منها، وغسلتُ بها وجهي لأكتشف أن كل ما قرأناه عن تأثيرها كان مجرد تخمينات. لم أشأ أن أترك الميدان ساعتها، لكي لا يفوتني أي حدث وأي تفصيل. شعرتُ أني جزء من مشهد تاريخي طال انتظاره. واحدة من تلك الملاحم التي كنا نقرأ عنها ولا نراها، وندرسها في كتب التاريخ، ونحاول أن نتصور كيف عايش المصريون حدثاً بتلك الجسامة وكيف تجاوبوا معه!

بحلول المساء، خفّت المواجهات إلى حد كبير. بتنا لا نسمع صوت إطلاق قنابل الغاز إلا على فترات متباعدة. كنتُ قد وصلتُ إلى حد لا يُحتمل من الإعياء، فعدت إلى المنزل لأتابع ما فاتني أثناء اليوم. عند عودتي، كانت "مصر" كلها تردد مع الشاعر "تميم البرغوثي": "يا مصر هانت وبانت، كلها كام يوم. نهارنا نادى ونهار الندل مش باين. الدولة ما فضلش فيها غير شوية شوم. لو مش مصدق تعالى ع الميدان عاين".

29 يناير

في ذلك اليوم، ومنذ اللحظات الأولى للمواجهة مع قوات الشرطة، سعت تلك القوات إلى حصر المتظاهرين في الشوارع الجانبية بعيداً عن الميدان. وهكذا كتبت "ثورة يناير"، في "دمنهور" فصلها الحاسم في شارع "سيدي عمر"، وهو ذلك الشارع التجاري الضيِّق، الذي يربط "ميدان الساعة" بـ"ميدان النافورة".

كانت القوات تقف بمحاذاة جامع "سيدي عمر"، وتمطر المتظاهرين، الذين تمّ حصرهم في منتصف الشارع، بقنابل الخرطوش التي أصابت الجميع بلا استثناء. لم يتوقف الكر والفر طوال ساعات المواجهة. وربما يكون مشهد ذلك الشارع أثناء تلك المواجهات واحداً من أعجب مشاهد الثورة في مصر. فبينما كانت تقع المواجهات في النصف الغربي منه، كانت المحلات التجارية في النصف الشرقي تفتح أبوابها وتباشر عمليات البيع.

لم أشأ أن أترك الميدان ساعتها، لكي لا يفوتني أي حدث وأي تفصيل. شعرتُ أني جزء من مشهد تاريخي طال انتظاره. واحدة من تلك الملاحم التي كنا نقرأ عنها ولا نراها، وندرسها في كتب التاريخ، ونحاول أن نتصور كيف عايش المصريون حدثاً بتلك الجسامة وكيف تجاوبوا معه!

في منتصف الساعة الرابعة، أشار إلينا الجنود بعلامة الاستسلام. لم نفهم في البداية، وواصلنا رشقهم بالحجارة، لكنهم لم يبادلونا إطلاق قنابل الغاز والخرطوش . حينها تقدم المتظاهرون إلى الجنود قليلي العدد، وبدلاً من الفتك بهم، حملوهم على الأعناق، وردد أحدهم النشيد الوطني بصوت عالٍ ليتجاوب معه الجميع! فيما يبكي الجنود بكاءً مريراً، ربما كان مزيجاً من الخوف والندم، والحماسة الوطنية..  

في منتصف الرابعة تماماً أشار إلينا الجنود بعلامة الاستسلام. لم نفهم في البداية، وواصلنا رشقهم بالحجارة، لكنهم لم يبادلونا إطلاق قنابل الغاز والخرطوش . حينها تقدم المتظاهرون نحو الجنود قليلي العدد، وبدلاً من الفتك بهم قاموا بحملهم على الأعناق، وردد أحدهم النشيد الوطني بصوت عالٍ ليتجاوب معه الجميع!! فيما يبكي الجنود بكاءً مريراً، ربما كان مزيجاً من الخوف والندم، والحماسة الوطنية..

عندما انصرف الجنود سالمين إلى بيوتهم، علمنا بعد قليل أن المحافظ ومدير الأمن قد فرا خارج المدينة، وصارت "دمنهور" بلا سلطة حاكمة. هكذا، بدأ الامر ممكناً وسهلاً، كما رأيناه في تلك الأيام البعيدة .

في تلك الليلة نفسها، بزغت فكرة "اللجان الشعبية". لا أزال حتى الآن، لا أدري من أين بدأت الفكرة، وكيف سرت ذلك السريان السريع في "مصر" بكاملها. الشعور بالخطر الذى ولّده العقل الجمعي الممتد لآلاف السنين . الآلاف الذين خرجوا لحراسة بيوتهم بعد انسحاب الشرطة. والآلاف الذين أخذوا على عاتقهم حماية المنشآت الحيوية والمبانى المهمة والبنوك فى المدينة.

انتقل المتظاهرون إلى الميدان، وتوحّدوا على هتاف جامع: "ارحل ارحل". صار رحيل "مبارك" مسألة حتمية. هذه لحظة مجيدة . ربما تكون هي اللحظة الوحيدة في كل ما جرى والتي لا تزال ملتصقة بذاكرتي كأنها حدثت بالأمس. هذه اللحظة التى كتب عنها "الأبنودي"، وعن أشباهها، في ميادين مصر:

"أيادي مصرية سمرا ليها في التمييز

ممدودة وسط الزئير بتكسّر البراويز

سطوع لصوت الجموع شوف مصر تحت الشمس

آن الآوان ترحلي يا دولة العواجيز.

في تلك الليلة نفسها، بزغت فكرة "اللجان الشعبية". لا أزال حتى الآن لا أدري من أين بدأت الفكرة، وكيف سرت ذلك السريان السريع في "مصر" بكاملها. الشعور بالخطر الذى ولّده العقل الجمعي الممتد لآلاف السنين . الآلاف الذين خرجوا لحراسة بيوتهم بعد انسحاب الشرطة. والآلاف الذين أخذوا على عاتقهم حماية المنشآت الحيوية والمبانى المهمة والبنوك فى المدينة. كل من فاتته فرصة أن يكون حاضراً ومقاوِماً في الميدان، ظل يفخر وقتاً طويلاً بأنه كان واحداً من جيش "اللجان الشعبية" التي سدّت الثغرة الأمنية، التي تمّ نقبها عن عمد لإرباك الشعب ومعاقبته على ثورته.

موقعة الجمل

بعد أن فشل خطاب "مبارك" العاطفي في زحزحة الجماهير الغاضبة من الشوارع والميادين، لجأ كهنة النظام إلى استخدام القوة المفرطة في فض التظاهرات. صدرت الأوامر لبلطجية النظام، وأصحاب النفوذ، والمصالح، وأعضاء "مجلس الشعب" المشؤوم، الذين يستطيعون حشد البلطجية، بالضرب في سويداء الميادين. فكانت "موقعة الجمل"، في "القاهرة"، وكان لـ"دمنهور" نصيبها الكبير من قوة الضربة، التي استطاعت تشتيت المتظاهرين في الشوارع الجانبية، ولكنهم كانوا يعودون إلى استكمال لحمتهم في الميدان من جديد.. قبل أن يتراجع البلطجية أمام الجموع الغفيرة الغاضبة.

مقالات ذات صلة

وكان على المدينة أن تحتفظ بقوتها الضاغطة ونشاطها المستمر، متزامناً مع "القاهرة" وسائر المحافظات. وهو النشاط الذي لم يتوقف يوماً واحداً منذ اندلاع شرارة الحدث، وحتى اللحظة التي خرج فيها الجنرال المتجهم "عمر سليمان" ليعلن مرغماً تحت وطأة غضب الناس العارم، وكثافة الدماء التي أريقت، عن أن "حسني مبارك" قد تنحّى عن حكم مصر.

مقالات من مصر

للكاتب نفسه