هلوسات حرب

كنتُ، قبيلَ هذه الحرب، أوصف بالمتفائل المبتسم، وربما من نعم الله أنني عُرفتُ بين أصدقائي بحسن الاستماع إلى مشاكلهم لأنني دائما أقوم بتبسيط الأمور وحلحلة العقد وما إلى هنالك.أياً يكن، فإنني ما زالتُ - رغم كل الألم - أحتفظ بكثير من التبسّم، وما زلت رغم التعب أجد لكل مصيبة محلا من الإعراب..كان أول الأحزان فقد الأحبة واحداً تلو الآخر بداعي السفر.. لكنني كنت أواسي نفسي بأننا سنلتقي
2013-04-17

شارك

كنتُ، قبيلَ هذه الحرب، أوصف بالمتفائل المبتسم، وربما من نعم الله أنني عُرفتُ بين أصدقائي بحسن الاستماع إلى مشاكلهم لأنني دائما أقوم بتبسيط الأمور وحلحلة العقد وما إلى هنالك.
أياً يكن، فإنني ما زالتُ - رغم كل الألم - أحتفظ بكثير من التبسّم، وما زلت رغم التعب أجد لكل مصيبة محلا من الإعراب..
كان أول الأحزان فقد الأحبة واحداً تلو الآخر بداعي السفر.. لكنني كنت أواسي نفسي بأننا سنلتقي مجدداً وسيكون اللقاء بعد الشوق أجمل..
ثم بدأنا بفقدهم من دون رجعة، وكانت استشهادهم عزاء وسلوى.. “فللآخرة خير وأبقى”..
وبعد خرجنا من منزلنا، أخبرتُ نفسي أنني خرجت من منزل لآخر.. وهناك الآلاف خرجوا من منازلهم للعراء..
ثم فقدَ أبي عمله، فبشّرتُ أمي، وقلتُ لها هناك من فقد عينه أو ساقه أو ربما حياته كلها والحمد لله والدي لم يصب بأذى..
ثم اختطف أحد أصدقائي المقربين، وكانت السلوى أنه عاد مع رأسه على كتفيه، ولم ينالوا من جسده إلا بعض الكدمات وقليلاً من التورّم في القدمين..
وبين هذا وذاك تفاصيل لا تعدّ ولا تحصى من الغلاء إلى تأجيل عرس أختي عشرات المرات، مروراً بخسارة الكثير من الأصدقاء بسبب السياسة..

من مدونة "جرعة زائدة"


http://goo.gl/MxL7W