“من كذا يوم وأنا بافكر ادعي على اللي ممررين عيشتنا ومسببين كل الحزن ده بايه؟ مش بحب ادعي على الناس إن ربنا يصيبها في ولادها لإن ربنا وحده اللي يعلم ولادهم دول ايه حالهم"
- الكلام دا كتبته الدكتورة ليلى سويف (68 سنة)، بمناسبة مرور شهرين على إضرابها عن الطعام، للاحتجاج على الظلم المركب اللي بيتعرض له ابنها المبرمج والناشط السياسي علاء عبد الفتاح، وبسببه بتعاني نفسيًا وصحيًا وفقدت من وزنها 18 كجم وبدأ الجوع ينهش في عضلاتها، بدون أي تحرك من الحكومة لإنقاذ أم وابنها.
- علاء عبد الفتاح أنهى حكم استثنائي صادر من محكمة مسيسة بمدة 5 سنوات اتعرض خلالهم لصنوف من التعذيب والضرب والتنكيل لدرجة إضرابه عن الطعام وشرب المياه للاحتجاج ضد هذا الظلم ووصل لدرجة الإغماء قبل ما يفك الإضراب قسريًا.
ليلى سويف .. ملهمة عربية بمواصفات عصرية
13-05-2021
- كل دا بسبب بوست أعاد نشره للتضامن مع معتقل مظلوم بعد قضاؤه 6 سنوات ما بين الاعتقال لقضاء حكم 5 سنوات بسبب مظاهرة سلمية و9 أشهر من المبيت في القسم لنصف يومه لتنفيذ بقية الحكم بالمراقبة الشرطية.
- لكن للأسف النيابة العامة تجاهلت قانون الإجراءات الجنائية اللي بينص بوضوح باحتساب مدة الحكم من لحظة القبض واحتسبته من يوم النطق بالحكم وتجاهل أكتر من سنتين من الحبس الاحتياطي.
***
المعركة الأخيرة
- واضح من كلمات الدكتورة ليلى سويف الرقيقة على الرغم من حجم الغضب، إنها مش طالعة من ناشطة سياسية ولا أم مناضل اتحبس في جميع العصور ومع كل الأنظمة السياسية، ولكن من أم غريزة الأمومة هي الدافع الأول لشعورها، سيدة مصرية أصيلة تفهم معنى مصطلح "الضنا غالي" بمعناه الإنساني والشعبي عند المصريين.
- الدكتورة ليلى سويف في إضرابها عن الطعام بتخوض "المعركة الأخيرة" لإنقاذ ابنها، ودا بتعبير أختها الكاتبة والأديبة أهداف سويف في مقالها المنشور في الجارديان البريطانية بعنوان: ""أختي مضربة عن الطعام من أجل إطلاق سراح ابنها علاء عبد الفتاح.. لا نريد أن تموت".
- المقال بتقول فيه السيدة أهداف سويف، إنه ليلى سويف توصلت لقناعة إنه مش هيتم الإفراج عن ابنها إلا لو واجهوا "أزمة" وبدأت إضراب قد يؤدي بها للموت، لكنها قررت التضحية بنفسها لو دا تمن إنقاذ ابنها.
- في المقال بتتكلم سويف عن علاقتها بأختها المولودة في لندن لما كان والديها بيدرسوا هناك، وقد إيه كانت محبة جدًا لعلم الرياضيات من وقت ما كانت في المدرسة، وقد إيه كانت شايفة حياة عائلتها مش مناسبة لها لدرجة إنها راحت عاشت مع الخادمة اللي كانت بتشتغل عندهم، كذلك هربت من البيت للانضمام للاحتجاجات الطلابية سنة 1972، واللي كانت طول الوقت بتؤكد رفضها العيش "داخل صندوق"، واستمر نضالها لحد الآن.
- المقال كذلك تطرق لعلاقتها بطلابها اللي كانت بتهتم بيهم وبتحكي إزاي حمت طالب عندها راجع من دراسة الدكتوراة في فرنسا من عصا الأمن في مظاهرة بالجامعة سنة 2005، وقالت للشرطي "عندك فكرة قد إيه اتعمل من أجل صناعة الرأس اللي كنت هتضربها؟".
- سويف بتشوف دا تحديدًا دافع إنقاذ ابنها المبرمج الشاطر والمفكر، واللي علشانه عملت كل حاجة ممكنة ما بين الجري في المحاكم وتقديم العرائض والاحتجاج والاعتصام والسفر أسبوعيًا لزيارته في السجن بالأكل والكتب والغسيل، بجانب النشاط الدولي في بريطانيا المولودة فيها وحاصلة على جنسيتها وعلاء حصل على الجنسية بناءً عليه.
***
- إزاي نقدر نوصف تصرفات النظام بمؤسساته وأجهزته وإعلامه المسيطر عليه، اللي بيعاني منه علاء عبد الفتاح من الظلم والتنكيل والتشويه والتخوين وتضييع عمره هدر بين جدران السجون.
- النظام اللي بيحكم الوطن اللي اتولد فيه علاء واتربى فيه وضحى بحريته وأمنه ووصلت للاستعداد للتضحية بحياته علشان البلد دي تشهد حياة أفضل، علشان يشوفه طول الوقت حر وقوي.
- كل اللي نتمناه هو إنه الحكومة تتخلى عن مشاعر الانتقام والغل الغريبة اللي متمسكة بيها، وتنظر للقضية نظرة تليق بحكم دولة بحجم مصر.
- نتمنى نشوف الأشخاص اللي عندها موقف شخصي من علاء تنظر للموضوع بعين فيها من الإنسانية والرحمة ما يكفي للتعاطف مع أم بتعرض حياتها للخطر علشان تشوف ابنها حر خارج السجون والأقفاص الزجاجية.
- مجموعة الموقف المصري بتحيي الأم العظيمة ليلى سويف وبتقولها هيفضل اللي عملتيه رمز لكل أم مصرية، وهتفضلي قدوة لهن في الصلابة والقوة والتمسك بالدفاع عن حق ابنك في الحياة حتى ولو على حساب حياتك.
- خالص دعمنا لعلاء عبدالفتاح، صديقنا في الوطن وصديقنا في الحلم بحياة أفضل لمصر والمصريين في كل مجال، كل التضامن مع أشجعنا وأكثرنا صلابة وتضحية، ومتأكدين هيجي اليوم اللي الشعب المصري هيقدر ويدرك أهمية كل ثانية بذلها من أجله في يوم من الأيام.