..."جالت في ذهني فكرة شريرة. لماذا لا أذهب إلى الشاب والفتاة هناك! أستفسر عن أحوالهما وعن الطريقة التي اجتمعا بها، وإن كانت هناكَ تساؤلات تخيّب ظني وتفسد عليّ فكرتي! ماذا لو كانا مخطوبين؟ لو كانا قريبين؟ لو كان هذا صحيحاً لما كانا ليجتمعا بهذه الطريقة! إنها فرصة لي أحاول من خلالها أن أعرف أكثر وعن كثب ملامح هذه التجربة وأسبابها! بدلاً من الخجل أمام التلفزيون أو إشاحة الوجه؟ وفعلاً اتجهت ناحيتهما ووقفتُ على بعد مترين تقريباً وألقيتُ عليهما التحية وأشرتُ للشاب أن يأتي إليَّ خشية أن أتسبب له بموقفٍ محرج أو مخافة أن يعتبرني من الأمن الداخلي، ثم عرفته على نفسي ليطمئن وأعطيته رقم جوالي رغبة مني بالتواصل معه!
لم تكن جرأتي كافية للخوض في تفاصيل أكثر، خشية الإساءة لهما أو حذر إفساد الجو الذي لا أعلم كم من المحاولات والاتصالات والمواعدات حتى نجحا في اقتناص فرصة ذهبية للقاء في مجتمع كان محافظا كغزة! هل قالت لأهلها ان عليها دروساً خصوصية؟ فضّلتُ أن أتركهما على حالهما والابتسامة تملأ وجهي لما بدا في وجهيهما من البراءة وصدق المشاعر. وإذا بي أمشي على طريق المتنزه وطفلان يسمعانِ أغانيَ صاخبة بألفاظ تخدش الحياء، وهي ظاهرة جديدة. بات الكبار والصغار يسمعون "يا بنت يا مزّة "...
من مدونة "تلاشي" الفلسطينية