ارتبطت القضية الفلسطينية باسم «مؤسسة الدراسات الفلسطينية». فالمؤسسة رافقت ولازمت موضوعها منذ نشأته، أو يكاد. وهي تبلغ هذه السنة الخمسين عاماً، فتحتفل باليوبيل الذهبي لتأسيسها من خلال معرض صور فوتوغرافية عن حياة فلسطين والشعب الفلسطيني قبل عام 1948، من ضمن حملة دحض المقولة الصهيونية عن أن اليهود استوطنوا «أرضاً بلا شعب». والمؤسسة تُعتبَر «الوحيدة في العالم المتخصّصة حصراً بالبحث والتحليل والنشر فيما يتعلق بالشؤون الفلسطينية والصراع العربي - الإسرائيلي وإسرائيل»، وهي المصدر الأكثر موثوقية للمعلومات والتحليل عن الشؤون الفلسطينية والصراع العربي ــ الإسرائيلي، بحسب النبذة التعريفية التي يجدها زائر موقعها. وهو رأي يوافق عليه عدد كبير من رموز الثورة الفلسطينية، والمهتمّين بشؤونها سياسياً وأكاديمياً. يكفي تذكُّر الجيل التأسيسي الأول والثاني للمؤسسة، من فلسطينيين وعرب، لكي يُفهَم الدور الكبير الذي أدّته خلال نصف قرن: قسطنطين زريق ووليد الخالدي وبرهان الدجاني وسعيد حماد وإدمون رباط وموريس الجميّل. صحيح أن التأسيس كان في بيروت، إلا أنّ للمؤسسة مراكز في واشنطن وباريس ورام الله. وتتضح الهوية العربية الشاملة لكادر المؤسسة عند استعراض اسماء الأعضاء الـ45 لمجلس امنائها، وهي التي ضمّت بلا انقطاع شخصيات الصف الأول من العالم العربي، من سياسيين ومفكرين وأساتذة جامعيّين وأدباء وفنّانين... ولا تزال لائحة باحثي المركز تضم حتى اليوم عدداً من أبرز الشخصيات العربية في مجالات الدراسات والعلوم الانسانية.
وعلى الرغم من المأزق الراهن الذي يعيشه النضال الوطني الفلسطيني، إلا أن إصدارات المؤسسة، من كتب وترجمات ومجلات ومجلدات ومنشورات، فضلاً عن ندواتها وأبحاثها، لا تزال تشهد على مستوى جاد ومتطلب. أما مكتبة المؤسسة، الورقية وتلك المتوفرة على الموقع، فهائلة بكتبها وبوثائقها، الحديثة منها، وتلك التي تعود إلى قرون غابرة (تصل الى القرن التاسع الميلادي). وقد كانت حماية هذا الكنز الثمين واحدة من أبرز هواجس القيمين على مؤسسة الدراسات الفلسطينية بل والمناضلين الذين واجهوا الاجتياح الاسرائيلي عام 1982، الذي وصل الى قلب بيروت.
صدر عن المؤسسة منذ إنشائها أكثر من 600 كتاب بالعربية والإنكليزية والفرنسية. كما أنها تُصدر مجلتين فصليتين بالإنكليزية (Journal of Palestine Studies، Jerusalem Quarterly) ومجلّتين أخريين بالعربية (مجلة الدراسات الفلسطينية، حوليات القدس)، وخامسة بالفرنسية توقفت في العام 2008 (Revue d’études palestiniennes). ولكل من هذه المجلات هيئة تحرير مستقلة. كما تصدر منذ العدوان الإسرائيلي على لبنان خلال شهري تموز/يوليو وآب/أغسطس ٢٠٠٦، «مختارات من الصحف العبرية»، وهي نشرة يومية تلخّص أهم ما ينشر في الصحف الإسرائيلية اليومية من أخبار وتصريحات وتحليلات لكبار المحللين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين، يعدّها جهاز متخصِّص بالشؤون العبرية. وتنظّم المؤسسة ندوات عامة ومغلقة ومحاضرات سنوية.
أصدرت المؤسسة ترجمات للمصادر الصهيونية الأساسية عن العبرية مباشرة. كما أقامت بدءاً من عام ١٩٧٨، دورات خاصة لتدريس اللغة العبرية استمرت عدة سنوات، خرجت عدداً من الباحثين.
مراكز أبحاث
مؤسسة الدراسات الفلسطينية: نصف قرن من النضال.. بلا كلل
ارتبطت القضية الفلسطينية باسم «مؤسسة الدراسات الفلسطينية». فالمؤسسة رافقت ولازمت موضوعها منذ نشأته، أو يكاد. وهي تبلغ هذه السنة الخمسين عاماً، فتحتفل باليوبيل الذهبي لتأسيسها من خلال معرض صور فوتوغرافية عن حياة فلسطين والشعب الفلسطيني قبل عام 1948، من ضمن حملة دحض المقولة الصهيونية عن أن اليهود استوطنوا «أرضاً بلا شعب». والمؤسسة تُعتبَر «الوحيدة في العالم
2013-03-27
شارك