ليس الآن يا محمود

«الى روح الشهيد محمود الطيطي الذي استشهد برصاص الغدر الصهيوني في مخيم الفوار، لا نامت أعين الجبناء...!لم أعرفك ولم اجلس معك، لكني اشعر بأني قد خبرتك لسنين طويلة، فالأرض التي خرجنا منها واحدة، والقرية التي نحن منها لم تعد إلا مجرد ذكريات ومجموعة من الصور التي جمعناها من هنا وهناك لنلملم بقايا أشلاء الماضي الجميل الذي لا يُنسى، عندما حاكه أجدادنا في «عراق المنشية»
2013-03-20

شارك

«الى روح الشهيد محمود الطيطي الذي استشهد برصاص الغدر الصهيوني في مخيم الفوار، لا نامت أعين الجبناء...!
لم أعرفك ولم اجلس معك، لكني اشعر بأني قد خبرتك لسنين طويلة، فالأرض التي خرجنا منها واحدة، والقرية التي نحن منها لم تعد إلا مجرد ذكريات ومجموعة من الصور التي جمعناها من هنا وهناك لنلملم بقايا أشلاء الماضي الجميل الذي لا يُنسى، عندما حاكه أجدادنا في «عراق المنشية» (قرية فلسطينية كانت تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة غزة، وقد محيت). لقد اتفقنا نحن أبناء هذا الجيل بعد 64 عاماً للنكبة على أن لا نغادر هذه الحياة قبل أن نذوق ولو ليوم واحد جمال حريتنا وعودة أرضنا، عندما اتسعت أحلامنا وغاصت بأن نركض كالشياطين الصغار في كل أزقة قريتنا ونتعثر بحجارتها ونقع على أرضها وتخدش ركبتنا ويسيل منها الدم الأحمر. تلك كانت ابسط ما تمنينا. لقد اتفقنا يا صديقي على ألا نغادر قبل أن نرمم ونعيد بناء دولتنا الصغيرة هناك في أقضية المجدل في «عراق المنشية»، ونعيد الحياة كما سرد لنا أجدادنا إياها، عندما كانوا يحدثوننا عنها وعن صبارها وزيتونها وآبار المياه فيها، عندما كنا نسألهم بروح الأطفال الصغار «انت بتبكي يا جدي ليش؟». كنا بعد لم نفهم بماذا يشعرون وماذا يستحضر في مخيلتهم التي شاخت ولم تشخ فيها ذكرياتهم بالقرية.

من المدونة الفلسطينية «رافض»

http://irafed.wordpress.com/