"الشعب الليبي طيّبٌ في طبيعته، ورُب قائل يقول أين هي الطيبة في الاستيلاء على مقرّات الدولة وفي عدم تسليم السلاح، والاختطاف الذي يتعرض له البعض، ومهاجمة المؤتمر، بل وتهديد وإهانة رئيسه من قبل بعض الأعضاء؟
نعم كل هذا يحدث بين أفراد الشعب، ومع ذلك نقول إنه طيب الأعراق. لعل البعض يتذكر أو يسمع أنه في وقت من الأوقات، عندما كان يحين موعد صلاة الظهر، لم يكن التاجر يغلق متجره، بل كان يكتفي بوضع يد مكنسة بالعرض على الباب، كإشارة لإغلاق المتجر. ومن المعروف أن كثيراً من البيوت الليبية لا تغلق أبوابها في الصيف نتيجة الحر، وينام أصحابها في طمأنينة.
لكن عمل النظام الفاسد البائد على إفساد منظومة التكافل والتضامن الاجتماعي والأخلاقي، اللذين كان يتمتع بهما المجتمع، استخدم كل ما أوتي به من حيل، مستغلاً أجهزة ومؤسسات الدولة لتحقيق الفساد، وتالياً ليتسنى له تحقيق ما يريد وتخلو له الأجواء. فهم البعض ما يهدف إليه النظام عبر إغواء أكبر قدر ممكن من الليبيين لشراء ذممهم، فحادوا بأنفسهم عن ذلك وامتنعوا عن المشاركة في تدمير الوطن والمواطن. لهذا التف حول ذلك النظام كل من لم ير إلا نفسه ومصلحته، ولو على حساب تدمير الوطن وضرب القيم الأخلاقية والاجتماعية السائدة في ذلك الوقت، فاحذروا؟...".
من مدونة "السياسي الليبي"