«سألني أحدهم: لماذا تعارضون مرسي على الدوام، لما لا تعطونه الفرصة كاملة؟
هممت بالحديث لكنه سبقني وتابع: «ألا يكفيكم أن رئيسكم حافظ للقرآن؟».
ابتسمت وأجبته: هل تعلم أن الحجاج كان حافظا ومحفظا للقرآن، ولم يمنعه عمّا ارتكبه، والوليد بن عبد الملك حفظه، والسادات قائد العبور العظيم حفظه... و لم يمنعه. إن للمقعد سحر يا صديقي.
بدا لي انه عرف للتوّ حفظ السادات للقرآن، إلا أن دهشته لم تمنعه من المتابعة:
- لكنك لم ترَ من قبل رئيسا يقف وسط شعبه فاتحا صدره لهم من دون قميص واق بلا خوف؟
ربَّتُّ على كتفه وقلت باسماً: إذا تغاضينا عن وجوده بين أهله وعشيرته حينها، وعن سبق السادات له، فقد فعلها في حادثة المنصة وقُتل، لكن في النهاية لا بد من الانبهار بما فعل. لم أره بحياتي سعيدا بهذا القدر، فخفت عليه من فرط الانفعال وقررت تخفيف فرحته الزائدة فسألته: دعني أسألك: هل رأيت رئيساً غيره يهرع حافيا من المسجد وسط آلاف اللعنات والشتائم؟
من مدونة «عم عربي» المصرية