(...) أزمة الغاز الأخيرة استمرت تقريباً ثلاثة أشهر، وكان الطيبون من أمثالنا يعتبرونه عيباً إداريا وسوء برمجة، والعارفون ببعض الأمور يعزون الأزمة إلى قلة العملات الحرة بعد الحصار الأميركي على التحاويل البنكية. ولكن انجلت الحقيقة بأن الأمر كان مقصوداً وبخطة استصحبت حتى علم النفس وتريد الحكومة، ممثلة في وزارة المالية ومؤسسة النفط، أن تشعر الناس بأهمية الغاز وكيف وقفوا له صفوفاً بالأيام والليالي واشتروه بثلاثة أضعاف سعره، وبعد ذلك الضيق خرجت عليهم الحكومة "أها رايكم شنو نوفر لكم الغاز بسعر 75 جنيه؟" طبعاً كل من ذاق الأمرين أيام الأزمة قال خير وبركة (...) وربحت في ثلاثة شهور رقماً مهولاً: 800 مليار جنيه.
(...) بعد ذلك الحديث زاد سعر الغاز 5 جنيهات اعتبرها الناس زيادة طفيفة مقدور عليها. ولكنهم سألوا إذا كان كل شيء يرتفع مع الدولار والمرتبات ثابتة بالجنيه فكيف يواكب الموظف ذو الراتب الثابت بالجنيه أسعار كل شيء التي تتأثر بالدولار. أليس هذا مما يجعل الموظف يسلك السلوك الخطأ، إما رشوة أو سرقة..؟ والخيار الثالث الهجرة بالقوارب إلى أوروبا أو السنابك إلى الخليج.
ولكن الأمور حبلى بالجديد، أمس زادوا سعر الغاز 5 جنيهات أخرى ويبدو كل شهرين هناك زيادة. وأسعار البترول في انخفاض لا يصاحبه انخفاض في مشتقاته في سودان الحوار هذا؟ (...)
من مدونة "استفهامات"