"أعرف العالم الإسلامي جيّداً لأنني.."

"أنا أعرف العالم الإسلامي جيّداً، فقد زرتُ القاهرة والجزائر منذ نحو 40 أو 50 عاماً". هذا ما قاله لإذاعة "فرانس إنتر" جان - بيار شوفنمان، الوزير السابق والمرشح السابق للرئاسة في فرنسا.. كلامٌ سرعان ما تلقّفه المتابعون على تويتر، لتبدأ حملة سخرية عنيفة عليه على وسم #أعرف_العالم_الإسلامي _جيداً
2016-09-07

صباح جلّول

كاتبة صحافية وباحثة في الانتربولوجيا البصرية من لبنان


شارك
كريم ريسان - العراق
"أنا أعرف العالم الإسلامي جيّداً، فقد زرتُ القاهرة والجزائر منذ نحو 40 أو 50 عاماً". هذا ما قاله لإذاعة "فرانس إنتر" جان - بيار شوفنمان، الوزير السابق والمرشح السابق للرئاسة في فرنسا.. كلامٌ سرعان ما تلقّفه المتابعون على تويتر، لتبدأ حملة سخرية عنيفة عليه على وسم #أعرف_العالم_الإسلامي _جيداً (#JeConnaisBienLeMondeMusulman)
"أعرف العالم الإسلامي جيداً، فقد أكلتُ الكباب ذات مرّة.."،
"أعرف العالم الإسلامي جيداً، شاهدتُ المغامرات الجديدة لعلاء الدين مرتين على الأقل!".
"لديّ سي - دي موسيقى لرشيد طه والشاب خالد وفودِل في مكان ما في العلية، صدقني أعرف العالم الإسلامي جيداً!..".
"أعرف العالم الإسلامي جيداً، فأنا أدخن الشيشة مرة في الأسبوع".
"صديقة زوجة أخي طبخت لنا الكُسكُس ذات مرّة منذ 10 سنوات. لذا أنا أعرف العالم الإسلامي جيداً".
وهكذا..  
هذه عيّنة فقط مما قيل على تويتر من مواطنين فرنسيين وجدوا أن كلام شوفنمان يبعث على الضحك والاستياء. والرجل من المقرر أن يترأس قريباً "مؤسسة الإسلام الفرنسي" حديثة التأسيس، والمدعومة من الحكومة الفرنسية.. مع العلم أنه ليس مسلماً، وهو يعرّف عن نفسه على أنّه "فرنسي جمهوريّ علماني". وقد تمّ تأسيس المنظمة كجزء من خطة مستحدثة "لدمج" أفضل لمسلمي فرنسا في المجتمع الفرنسي، كأن المسلمين هناك عنصر جديد، طرأ للتوّ، مغاير ومنفصل عما يُسمّى المجتمع الفرنسي..

جاءت هذا الحملة المضادة على تويتر بعد حملة أولى أثيرت ضد شوفنمان – غير الموفّق أبداً باختيار عباراته - بعد تصريح سابق، مثير للجدل كذلك. فهو قال (بعد منع لباس البحر الذي يغطي كامل الجسد، "البوركيني"، على شواطئ بعض البلدات الفرنسية) بأنه ينصح المسلمين بأن يكونوا "متحفظّين" في التصريح علناً بممارساتهم الإسلامية، ليبدأ الفرنسيون، مسلمين وغير مسلمين بالهزءِ من نصيحته الخلّاقة التي تقترح "التقيّة" للمسلمين في بلاد الحرّية. استخدموا وسم "مسلم متحفّظ" (#MusulmanDiscret) بكثافة، فكتبت إحداهنّ على تويتر "لا تقولي: أنا ألبس البوركيي، بل قولي: أنا شغوفة ببدلات الغطس، لا غير.."، ليقول آخر "اشربوا الشاي في زجاجات البيرة"، وينصح آخر ساخراً "إن كنت مسلماً، لا تقل: أنا لا آكل لحم الخنزير، بل قل: عندما كنت طفلاً كان لدي خنزير، ولهذا لا أحب أن آكل لحمه.."، أو مثلاً "المسلم المتحفّظ لا يقول: أنا لا أشرب الكحول، بل يقول: لا شكراً، عليّ أن أقود السيارة بعد السهرة.."، ويضيف أحدهم "هذه ليست صلاة، إنه فقط صفّ يوغا مع مدرّب عربي..".
اقترح أحد المشاركين بأن يحوّل اسمه من رشيد إلى ريشار حتى يكون أكثر تحفّظاً حول هويته الدينية علناً.. وإحدى الفتيات المسلمات الفرنسيات دعت ساخرة لأن تتوقف الفتيات المحجبات عن تسمية الحجاب بالحجاب، وأن يسمّوه "فولار موضة على الطريقة القديمة" (vintage)، ليبرر آخر "بلباقة" صيامه فيقول "المسلم الجيد لا يقول إنه يصوم رمضان، لكنه يقول إنه يمارس حمية موسمية للعلاج..".

ليست هذه المرة الأولى التي يحدث فيها هذا النوع من التعاطي مع الإسلام بمسمّيات مبهمة وملتبسة، فتارة يكون العالم العربي مرادفاً للعالم الإسلامي، وتارة يكون الشرق الأوسط هو العالم العربي وهو العالم الإسلامي مثلاً.. وكل هذه التسميات تستحضر بلداً أو اثنين عربيين وتعمّم، كأن كل البلدان العربية توائم متطابقة.. وأحياناً يكون الكلام صادراً عن شخصيات (مثل شوفنمان) من الحريّ بها أن لا تقع بأخطاء و"تخبيصات" كهذه تُشابه الاستشراق المبتذل للعامة، لناحية ترى أنها تفهم المنطقة العربية وتعرفها ــ وتعرف الإسلام ــ لمجرد القيام بزيارة لأحد البلدان. الخطير أن يكون الشخص المكلف برئاسة "الاكتشاف الجديد المنقذ" هو على هذه الشاكلة!

 

مقالات من العالم العربي

ثمانون: من يقوى على ذلك؟

إليكم الدكتورة ليلى سويف، عالمة الرياضيات المصرية بالأصالة، البريطانية بالولادة، على صقيع رصيف وزارة الخارجية في لندن، تُعدُّ بالطباشير – ككل المساجين - أيام اضرابها.

فلسطين في أربع جداريات دائمة في "المتحف الفلسطيني"

2024-12-19

"جاءت انتفاضة الحجارة في 8 كانون الاول/ديسمبر 1987، وجلبت معها فلسفة الاعتماد على الذات، وبدأ الناس يزرعون أرضهم ويشترون من المنتوجات المحليّة، ويحتجّون على الاحتلال بأساليب ومواد وأدوات محليّة. وشعرت...

للكاتب نفسه

البحث عن فلسطين في "مونستر": عن تطوّر حركات التضامن مع فلسطين وقمعها في مدينةٍ ألمانية

صباح جلّول 2024-12-11

يتفق الناشطون على فكرة ضرورة إجراء تقييم مستمر لهذه الحركات، خاصة في ظل محدودية قدرتها عالمياً على تحقيق الضغط الكافي لإيقاف الإبادة، هدفها الأول من بين عدة أهداف أخرى طويلة...

كلّ ما يتحدّى اكتمال الإبادة..

صباح جلّول 2024-11-10

شبعت أعين العالم أكلاً في مأساة غزّة. لن تغيِّر صور الموت ما لم يغيّره الموت نفسه. لذلك، فهذه هنا صور لقلبٍ ما زال ينبض، لملمناها من صور شاركها الصحافي يوسف...