ذكرى من 2001 بمناسبة تسمية أهوار العراق على لائحة التراث العالمي:
في تلك الظهيرة الحامية مع صديقي، بعد أن قطعنا سيراً ما كان يعرف بهور السِنية. كان علاء بصدد تصوير آثار عملية التجفيف. وحمل وثيقة صورية معه قبل السفر بشكل نهائي من العراق. شاهدنا أشياء كثيرة: دروعاً يابسة لسلاحف وبقايا كائنات مائية وحراشف أسماك وكأنها متحجرات قديمة. شاهدنا بؤساً كبيراً يجثم على هذه المناطق، بعد أن كانت نظاماً أحيائياً متكاملاً لعدة آلاف من السنين. صوّر علاء الكثير من الصور بكاميرته، ولا أعرف الآن أين ذهبت، وأصبنا بحزن شديد ويأس من قدرتنا على النجاة. كانت معاملات السفر مع الأربعمئة ألف دينار ترقد في دائرة الجوازات في بغداد، مع مجموعة من القيود العجيبة، وكأنها أقفال ضخمة على باب نجاتنا الوحيد في ذلك الوقت، وأقصد الطريق البرّي الطويل باتجاه طريبيل. أُصبنا بالإنهاك من الحرارة الشديدة ورائحة الجفاف التي تحيط بكل شيء حولنا. جلسنا على الأرض الطينية اليابسة وغرقنا في نوبة بكاء.
من الإنترنت
في الأهوار..
ذكرى من 2001 بمناسبة تسمية أهوار العراق على لائحة التراث العالمي:
في تلك الظهيرة الحامية مع صديقي، بعد أن قطعنا سيراً ما كان يعرف بهور السِنية. كان علاء بصدد تصوير آثار عملية التجفيف. وحمل وثيقة صورية معه قبل السفر بشكل نهائي من العراق. شاهدنا أشياء كثيرة: دروعاً يابسة لسلاحف وبقايا كائنات مائية وحراشف أسماك وكأنها متحجرات قديمة. شاهدنا بؤساً كبيراً يجثم على هذه المناطق، بعد أن كانت نظاماً أحيائياً متكاملاً لعدة آلاف من السنين. صوّر علاء الكثير من الصور بكاميرته، ولا أعرف الآن أين ذهبت، وأصبنا بحزن شديد ويأس من قدرتنا على النجاة. كانت معاملات السفر مع الأربعمئة ألف دينار ترقد في دائرة الجوازات في بغداد، مع مجموعة من القيود العجيبة، وكأنها أقفال ضخمة على باب نجاتنا الوحيد في ذلك الوقت، وأقصد الطريق البرّي الطويل باتجاه طريبيل. أُصبنا بالإنهاك من الحرارة الشديدة ورائحة الجفاف التي تحيط بكل شيء حولنا. جلسنا على الأرض الطينية اليابسة وغرقنا في نوبة بكاء.
في تلك الظهيرة الحامية مع صديقي، بعد أن قطعنا سيراً ما كان يعرف بهور السِنية. كان علاء بصدد تصوير آثار عملية التجفيف. وحمل وثيقة صورية معه قبل السفر بشكل نهائي من العراق. شاهدنا أشياء كثيرة: دروعاً يابسة لسلاحف وبقايا كائنات مائية وحراشف أسماك وكأنها متحجرات قديمة. شاهدنا بؤساً كبيراً يجثم على هذه المناطق، بعد أن كانت نظاماً أحيائياً متكاملاً لعدة آلاف من السنين. صوّر علاء الكثير من الصور بكاميرته، ولا أعرف الآن أين ذهبت، وأصبنا بحزن شديد ويأس من قدرتنا على النجاة. كانت معاملات السفر مع الأربعمئة ألف دينار ترقد في دائرة الجوازات في بغداد، مع مجموعة من القيود العجيبة، وكأنها أقفال ضخمة على باب نجاتنا الوحيد في ذلك الوقت، وأقصد الطريق البرّي الطويل باتجاه طريبيل. أُصبنا بالإنهاك من الحرارة الشديدة ورائحة الجفاف التي تحيط بكل شيء حولنا. جلسنا على الأرض الطينية اليابسة وغرقنا في نوبة بكاء.
2016-07-20
شارك