كيف يمكن أن نكتب بصورة مهذبة ومؤدبة عن مشهد ذُل العلاج الطبي في السياسة الفلسطينية وحركة اللاتحرر الوطني؟ الشاعر الكبير أحمد دحبور، الذي عشقنا قصائده من خلال أغاني "فرقة العاشقين" يتداول أمر علاجه على الصفحات الاجتماعية لعجز مستشفى رام الله عن تقديم العلاج له، ولتأرجح القرار في نقله بين عمّان وهداسا. دحبور الشاعر، مثله مثل مئات آلاف الفلسطينيين الذين يفتقدون صرحا طبيا يلملم جراحاتهم وأمراضهم ومصائبهم ويعتني بها. في غزة كما في الضفة، اللامسؤولية واللانظام واللاصحة هي سيدة الموقف، لا مكان لوصف حالة الاستهتار بالكلام الديبلوماسي.. إنها حالة نظام المحسوبيات، الرشى والاستغلال. اليد المقتدرة، اليد الطولى تسافر للعلاج، ومن ليس بيدهم حيلة ينتظرون ويموتون. والذي يحظى بالعلاج تبتلع وزارة الصحة الإسرائيلية أموالاً طائلة مقابل علاجهم. ليست هي المرة الأولى التي أكتب عن هذا الموضوع. العناية الطبية، العلاج بكرامة والموت بكرامة أقل ما يمكن أن يطالب به الإنسان الفلسطيني.
كل هذا النهب، كل هذه العقارات والشقق في الخارج والداخل، كل الأساطيل الألمانية التي تقي مؤخراتكم، كل المنح المقتصرة على أبنائكم باستطاعتها أن تجمع خيرة أطبائنا وطبيباتنا تحت مراكز طبية معاصرة تقدم العلاجات بكل المجالات، باستطاعتها منع ذل شيخ مريض على الحاجز.
من صفحة Fayid Badarne (عن فايسبوك)