مصــر الحـلــوة

كل شيء من أجلكم أعزائي المشاهدين.
والآن، في هذه الحلقة من برنامج «مصر الحلوة»، يسرنا أن نقدم لكم فقرة تسجيلية مع الإنسان المصري.
تجولت كاميرتنا في بلاد الصعيد الفولكلورية التي تقع جنوب القاهرة، وهي تمتد من محافظة المنيا الفولكلورية وحتى محافظة أسوان شديدة الفولكلورية. التقينا بالإنسان الصعيدي الفولكلوري، الذي على ما يبدو لم يكن راغباً في إعطائنا مقابلة صحافية نظراً لأنه كان مشغولاً بعدة أعمال فولكلورية، كأن يأخذ بالثأر لابن عمه، وفي سبيل ذلك قتل عدة مواطنين فولكلوريين آخرين. سال الدم الفولكلوري وطرطش على الكاميرا الواقعية.
كاميرتنا تحركت أيضاً في محافظة سيناء الفولكلورية ووجدنا أهل سيناء، مشغولين جداً بالإتجار بالمخدرات، حاولنا تنبيههم إلى أننا نصورهم فنظروا للكاميرا بسعادة فولكلورية أصيلة وهم يتبادلون المخدرات والمال. وصلنا إلى الإسكندرية فوجدنا المواطن السكندري الفولكلوري يصطاد السمك. سألناه إن كان يصطاد السمك ليأكله أم ليبيعه، فابتسم وقال إنه لا يصطاد السمك لهذا أو لذاك وإنما يصطاده لأن صيد السمك هو عمل فولكلوري وهو، بطبيعته كإنسان فولكلوري، لا يقوم إلا بكل ما هو فولكلوري. أثناء الحديث سعل. نبهناه إلى أن السعال ليس أمراً فولكلورياً فاعتذر، وسعل مرة ثانية، ثم قال إن عنده أنفلوانزا. أخبرناه أن الأنفلوانزا هي أيضاً ليست مرضاً فولكلورياً، فأخذته نوبة سعال. مش مهم. حذفنا الفقرة في المونتاج.
وهنا، في القاهرة، وجدنا المواطن العشوائي يسمع أغاني المهرجانات الفولكلورية، وفي منتصف المقابلة أخرج مطواة وهدد المخرج إن لم يخرج نقوده فسوف يغرز المطواة في كرشه. شكره المخرج على هذه اللفتة الفولكلورية الجميلة وطلب من المصور تصوير عملية السرقة الفولكلورية بكاملها.
والآن وبعد عودة طاقم التصوير للبلاتوه يسرنا أن نقدم عدة استنتاجات 1- المواطنون المصريون موجودون في أماكنهم، وكل واحد يقوم بدوره الفولكلوري الجميل. لا تقلقوا -2- حتى عندما يتوقف أحد المصريين، ولو لثانية، عن القيام بواجبه الفولكلوري فنحن نتوقف عن تصويره. الأمر تحت السيطرة. لا تقلقوا -3- البلاتوه مكان واقعي. ليس هناك فولكلور في البلاتوه. في البلاتوه لا يوجد إلا المرتبات الضخمة غير الفولكلورية. نحن نموت هنا يومياً بسبب قلة الفولكلور.