شهدت الجلسة حضور المتهمين المُخلى سبيلهم على ذمة القضية. وفور النطق بالحكم قامت قوات الأمن بالقبض على المتهمين التسعة. انهار المتهمون ودخلوا في نوبة بكاء ما تسبب في حالة من الهرج داخل قاعة المحكمة" (1).
عندها كما أتذكّر، بكى الرسول المهزوم، بكى من مكمنه الضاغط الساخط. بكى عوضاً عن هذا الرجل الصامت الذي رحل قسراً قبل تلك اللحظة بثلاثة أعوام دهساً تحت أقدام هؤلاء المُدانين الباكين.
- 1-
من هو الرسول؟ ولم الهزيمة؟
إذا كنتَ قد وصلت لقراءة هذا النص، فأنت غالباً أحد أتباعه الآملين على الرغم من كل شيء بالتغيير، أو أنك أحد المكلّفين بمراقبتهم ورفع تقرير حول حالتهم التي تبقى مُلهِمة مهما بدت مريرة.
أتذكر أن قراءتي لهذا النص المسرحي الشهير، "ليلى والمجنون"، لـ "صلاح عبد الصبور" رائد مدرسة الحداثة في الشعر العربي، كانت في الأيام الأولى لدراستي الجامعية قبل 22 عاماً. مرت الأحداث بحلوها ومرّها.
لا زال الحالمون يوصمون بالجنون، ولا زال - يا عبد الصبور - يذهب المواطنون إلى مخفر الشرطة بمحض الصدفة، ولا زال التعذيب منهجاً قائماً، باسم أمن الوطن طوراً، أو باسم التجاوزات الفردية أطواراً..
تفاقم الوجع إثر مرور تلك القضية بهذا السيناريو غير المبتكَر، بل المكرر في كل تلك القصص المستقرة بالساحات الخلفية. تلك القصص التي يصعُب - على الرغم من حجم الظلم والإهانة التي تحْملها - أن تتصدر مكانة عليا في اهتمامات ملايين المواطنين ممن يعافرون يومياً من أجل البقاء على قيد الحياة، متشحين ببعضٍ من علامات الستر والسلامة.
لكن هل يقع كل هذا عبثاً؟ ألا يوجد تشابه بين مشهد السيارات المتهالكة المتراكمة التي لا ترحل من ساحة أقسام الشرطة على مدار السنين وبين تعتق كل تلك القصص الموجعة في ساحة الحياة، ومن بينها قصة شهيد الفقر والتجبر والصدفة، "مجدي مكين"؟ هذا الشهيد الذي اختلطت دماؤه برائحة السمك وأثر أعقاب السجائر الفاخرة والرخيصة للقتلة من حاملي الشهادات العليا وخريجي معهد أمناء الشرطة المصرية؟
على كل حال، وقبل أن يفسَح للعقل ساحة الخيال، صدر قبل أيام قرار بالعفو الرئاسي عن قلة من السجناء السياسيين وثلة من السجناء الجنائيين، من بينهم النقيب "كريم مجدي" معاون مباحث "قسم الأميرية" بالقاهرة، و5 من أصل 9 أمناء شرطة القسم. وهم جميعاً مدانون بقتل الرجل الخمسيني، وقد صدر بحقهم حكم واجب النفاذ بالحبس المشدّد لمدة ثلاث سنوات.
صدر القرار قبل شهرٍ من الآن أو يزيد، وعاد قبل قليل الجُناة للحياة وسالف عهدهم..
- 2 -
قال تقرير الطبيب الشرعي آنذاك:
"تعرض المجني عليه للتعذيب، وهذا يتوافق مع أقوال زملائه خلال التحقيقات، حيث تبين أن السبب الحقيقي وراء الوفاة هو التعذيب من خلال الوقوف على ظهره، الذي أسفر عن إصابته بصدمة عصبية في الوصلات العصبية بالنخاع الشوكي، نتج عنها جلطة في الرئتين أودت بحياته في الحال".
تحسس آنذاك الرسول مؤخرته، فهو يعلم مدى تمرسهم في ذلك الاعتداء الممهور بعلامة التفرد والجودة. ويتحسس التابعون من بعده كل النهايات المأزومة التي لا تفضي إلى جديد، أي جديد، ولم تسمح حتى الآن لأصحابها بخلق طريق للعودة.
ولكن حتى تحين لهم لحظة، لا يتبقى غير الحكي من جديد عما شهدته قبل سنوات تلك اللحظة..
- 3 -
سأبدأ القصة من أعلى نقاط الحبكة الدرامية، هناك حيث وقف "هاني" ابن خالة المجني عليه. أما في نظر أغلب رجال الدولة فهذا الشاب هو المسؤول عن "افتعال" تلك الضجة، ومن حظه الوافر أنه لم يدفع ثمن فعلته كاملاً حتى الآن.
هو من فضح هذا الإجرام. دخل المستشفى في تشرين الثاني / نوفمبر 2016 ليفاجأ بقريبه "الغلبان" ملفوفاً في قماشة بيضاء مهترئة ملطخة بالدماء، وحين فتحوها لإعداده من أجل التكفين، فوجئ بآثار التعذيب واللحم المهترئ الذي يتدلى من مؤخرته حسب وصفه، والدماء التي لا زالت تنزف من "خصية" يتضح عليها آثار الصعق.
قال تقرير الطبيب الشرعي آنذاك: "تعرض المجني عليه للتعذيب، وهذا يتوافق مع أقوال زملائه خلال التحقيقات. تبين أن السبب الحقيقي وراء الوفاة هو التعذيب من خلال الوقوف على ظهره، مما أسفر عن إصابته بصدمة عصبية في الوصلات العصبية بالنخاع الشوكي، نتج عنها جلطة في الرئتين أودت بحياته في الحال".
قال في لقائه مع صحافي حضر العزاء "بكيتُ وصرختُ ثم قلتُ لنفسي هو من الشهداء"، فكر بعدها قليلاً ولم يجد وسيلة للقصاص أو النجاة غير التصوير، ثم نجح في الخروج بهاتفه آمناً من وسط البذلات الميرية وما استقر على أكتافها من "دبابير".
قال "هاني" لنفسه كما قال غيره، إما أن نفضح ما جرى أو نموت كمداً، وما بين المنزلتين عشرات المنازل الكفيلة بأن تعصف بأصحاب المبدأ يميناً وشمالاً، فيفقدوا ذات مرة أمانهم وذات مرة استقامة روحهم، يتبدلون أو يفقدون حياتهم ذاتها، ومثل من دافعوا عنهم، يموتون..
"يا نجيب حقهم.. يا نموت زيهم".
حالف الحظ هذا الشاب، وبسببه عرف الجميع ما جرى مع الرجل البسيط الذي تخطَّى الخمسين، لم يعرف خلالها عملاً غير بيع السمك على فرشةٍ صغيرة قرب موقف الميكرو باصات. في ذلك اليوم جاء السيد النقيب، علّه كان يحاول كشف جريمة ما أو عرقلتها، لكنه في سعيه إلى ذلك تعثّر - استكباراً وتجبراً - بجرائم قتل وتعذيب.
- 4 -
حكى "محمود"، زميل اللحظة الأخيرة للمجني عليه، كيف نزل الضابط من سيارته وبصحبته قوة وانهال عليهم، هم السائقون وكل من كان في موقف الميكروباص بالتوبيخ والسب. قال له مجدي ـ حسب الرواية ـ "يا ابني انا في سن والدك". نشب الاحتدام المتعارف عليه، وانتهى الأمر بالقبض على ثلاثة من الواقفين ليكونوا عبرةَ.
أما من داخل القسم، فتواترت الشهادات عن الطرح أرضاً ثم التعليق والصعق والضرب وهتك العرض. لم يتمكن جسد "مكين" من حمايته، فارقته الروح وخانته إرادته.
دخل المستشفى في تشرين الثاني / نوفمبر 2016 ليتفاجأ بقريبه "الغلبان" ملفوفاً في قماشة بيضاء مهترئة ملطخة بالدماء. حين فتحوها لإعداده من أجل التكفين، فوجئ بآثار التعذيب واللحم المهترئ الذي يتدلى من مؤخرته حسب وصفه، والدماء التي لا زالت تنزف من "خصية" يتضح عليها آثار الصعق.
نقله الضابط نفسه في سيارته الخاصة إلى "مستشفى الزيتون العام". وحسب التقارير الصحافية مرة أخرى، سأله الطبيب "انت قابض عليه من امتى"، فأجاب "من نص ساعة".
قال دفاع الجاني خلال المحاكمة أنهم متّهمون بالاتجار بالمخدرات، لكن القاضي اعتبر تلك قضية أخرى وقد فشل الضابط في إثباتها. وعليه صدر الحكم بالحبس المشدّد ثلاث سنوات.
بكى الضابط ورفاقه لأنهم منذ الشهر الأول لفتح التحقيقات، حصلوا بسهولة تامة على قرار بإخلاء السبيل مقابل حفنة من الجنيهات، فلم يتوقعوا في ضوء ذلك قرار الإدانة.
كل ما في الأمر وما هو مقبول من وجهة نظرهم، هو خمسة آلاف جنيه مصري، بينما يقضي آلاف المصريين سنوات على ذمة الحبس الاحتياطي في قضايا التظاهر والتعبير، في تهمة لا تُغتفر، وهي حمل وجهة نظر مخالفة لسياسات السلطة.
قال دفاع الجاني خلال المحاكمة أنهم متّهمون بالاتجار بالمخدرات. لكن القاضي اعتبر تلك قضية أخرى وقد فشل الضابط في إثباتها، وعليه صدر الحكم بالحبس المشدّد ثلاث سنوات. بكى الضابط ورفاقه لأنهم منذ الشهر الأول لفتح التحقيقات، حصلوا بسهولة تامة على قرار بإخلاء السبيل مقابل حفنة من الجنيهات، فلم يتوقعوا في ضوء ذلك قرار الإدانة.
على كل حال، توقف البكاء والتأفف من أحوال السجن. خرج الشرطيون في أجواء الشتاء نفسها التي تمت فيها الجريمة والإدانة، خرجوا دون ملامة. فماذا في يد "هاني"، وأين هو الآن؟ يستحق الأمر البحث عن مصيره، هو وكل من كان مثله، كل من تجاسر في لحظة كسر.
- 5-
"يا نجيب حقهم.. يا نموت زيهم"
بهذا كانت ترتج أرجاء "الميدان"، وبشكلٍ خاص شارع "محمد محمود" الذي أسقط عنه الملايين اسم رئيس الوزراء التاريخي الدموي الشهير، واستقر في نفوسهم باسم "شارع الشهداء" وفي روايةٍ أخرى "شارع عيون الحرية". هذا بعد أن انبرى نقيب شرطة آخر بإطلاق الرصاص كأن الدبابير التي على كتفه تخزه من أجل استهداف الشباب. قال العسكري: "جدع يا باشا، جاءت في عين الواد".
يناير.. صوت الغناء لا يزال حياً ومبحوحاً
28-01-2021
قضى هذا الباشا أيضاً حكماً ضئيلاً وخرج بعد قرارٍ من محكمة النقض. يقال إن كليهما قد عاد للخدمة ويمارسان مهامهما بانتظام. لكن هذا الأمر هو الآخر يحتاج إلى مزيد من البحث، في زمنٍ صُعِّبت فيه المهام الصحافية والبحثية وأصبحت درباً من الانتحار: غير مسموح الاقتراب أو التصوير، هذا العش الخاص بالدبابير لن يحاكمه أحد، كما قال رئيس الجمهورية نفسه في مقطع مسرّب.
فكم عدد هؤلاء الذين أطلقوا الرصاص؟ وكيف انتهى بهم المطاف؟ وهل يكفي يوماً تغيير السياسات من أجل البدء من جديد دون محاكمة؟ هل تسقط الجرائم لمجرد أن هناك من كان ينفذ الأوامر؟ وهل حقاً كان يفعلها دون تفكير؟
هل تمّ محو الدفاتر أم يمكن الوصول إليها يوماً لتشهد عليهم؟ أليس من الضروري إثباتها ثم التفكير في مقتضى سياسي للتعامل معهم؟ ماذا عن المدرّعات التي حملتهم وقوائم حصر الذخيرة؟ ماذا عن الجنود ممن كانوا تحت قيادتهم وماذا فعلوا في تلك الأيام المريرة؟ وكيف يمكن أن يفروا في عصر الصورة و"الغوغل إيرث" والعولمة؟
الجرائم مسجلة، ولكن كيف يمكن الوصول إليها؟ هذا بحث ينتظر أصحابه يوماً ما، بعد أن يكتمل سعيهم ويحالفهم الحظ في النجاة من المقصلة.
- 6 -
"يا نجيب حقهم.. يا نموت زيهم"
هل كان "هاني" من رفاق الميدان؟ هل كان يهتف فيه؟ لا أعلم، ولكنه استطاع تجسيده، ولم نسمع أنه قد حصده قيد السجن، وأتمنى أن يكون لايزال على قيد الحياة.
تلك الحياة التي منحت الزميل الرقيق "محمد أبو الغيط" كثيراً من البهجة والتحقق والانتشار، وقد تفاعل معها جميعاً بما يليق بمن يملك رقة الواثق ولين المتمكن وخفة صاحب الأثر.
وهو هكذا كان، وتجلى صاحب مقال "الفقراء أولاً يا ولاد الكلب". ثم جاء الوجع الصعب، حضر مرض "السرطان"، كتب عنه وعن غيره من الأوجاع المختلطة كثيراً كثيراً، ثم اختتم كتابته بالقول "أنا قادمٌ أيها الضوء".
ذهب إلى السماء قبل أيام، لكنه كان وفق إحداثيات الخريطة بعيداً لسنوات امتثالاً لأوامر القصر، ممنوعاً من العودة إلى مصر، ووالد زوجته المسن يقضي ما تبقى له من أعوام داخل الزنزانة، وغيره كثيرون من الأهل والأحباب والرفاق.
يقولون، انتحبت والدته ووصلت حد الانهيار عندما رأت المكان الذي سيُدفن فيه. كانوا يبحثون في بريطانيا عن بلدة بعيدة، تربتها ليست من الطمي. كان الطريق طويلاً إلى تلك البلدة، وهو ما دفع كل المرافقين للتساؤل: "لم كُتب علينا كل هذا البعد"؟
لم كل هؤلاء المسجونين؟ لم كل هؤلاء المبعدين؟ وكيف نبرر الهزيمة أمام الشهداء؟ سواء من رحل منهم لأنهم قرروا المواجهة أو من حصدتهم الحياة دون هوادة أو اختيار أو مساءلة.
نزل أبو الغيط للميدان ثم رحل مبعداً حتى أسقطه المرض من فوق صهوة جواده في الأراضي البريطانية، وافترش "مكين" طرف الطريق هو وأسماكه، وفي ظرف ساعات أصبح "شهيد المطرية".
حاول "هاني"، وقد نجحت محاولته إلى حدٍ كبير. نعم انتهت سنوات الإدانة، عاد أصحاب السيادة، لكنه بلا شك استطاع إنقاذ اسم قريبه، سجّله في تلك القائمة التي يراها كثيرون اليوم وهمية، قائمة "ما ماتوش فطيس".
- 7-
أود أن تتاح لي الفرصة لزيارة "هاني"، وغيره كثر، منهم هذا الشاب الذي التقط صوراً لنفاذ خط الأكسجين من مستشفى "ههيا" بمحافظة الشرقية، وانسحاب الممرضة لذاك الركن الغربي في الغرفة التي غلّفها الموت في أقل من ساعة، لا بسبب الفيروس الوبائي، ولكن بسبب نفاذ الهواء الصناعي. ذهب صاحب المقطع إلى التحقيق ولم يعد بعد.
لِمَ كل هؤلاء المسجونين؟ لمَ كل هؤلاء المبعدين؟ وكيف نبرر الهزيمة أمام الشهداء؟ سواء من رحل منهم لأنهم قرروا المواجهة أو من حصدتهم الحياة دون هوادة أو اختيار أو مساءلة. نزل أبو الغيط للميدان ثم رحل مبعداً حتى أسقطه المرض من فوق صهوة جواده في الأراضي البريطانية. وافترش "مكين" طرف الطريق هو وأسماكه، وفي ظرف ساعات أصبح "شهيد المطرية".
أود أن أعبّر عن مدى حزني لما يلاقيه الآن قلب "إسراء"، زوجة أبو الغيط. تنازلت دار النشر عن مستحقاتها المالية عن كتاب "الضوء"، قالت إنها ستذهب جميعها إلى أسرته، الزوجة والأبن والأب. ولكن من يعيد لها أباها هي؟ متى يُسمح لها بالعودة لهذه الأرض التي كان يعشقها حبيبها؟
بالتأكيد لن تعاني إن عادت إليها من المشكلات المادية التي تلاقيها الآن أرملة "مكين". قالت "كان في رقبته 12 بني آدم يشتغل عشان ما يناموش جعانين"، لكن المشترك – وسيبقى - هو شعورهم بالغبن الشديد، وقد تخف وطأة درجته يوماً إن شعرن صدقاً ببعض التغيير الجذري الحميد الذي لن يأتي دون استئصال كل خبيث.
- 8 -
"يا نجيب حقهم يا نموت زيهم"
إنه الشتاء دوماً حيث حرارة الهتاف.
شتاء يأتي كفاصل بين السنوات العجاف، يشتد الوجع في تشرين الثاني/ نوفمبر ويكتمل وينضج في كانون الأول/ ديسمبر، حتى يأتي "يناير" !
تتغنى المطربة ذات التوجهات الثورية، "فيروز كراوية"، بكلمات الشاب المبدع القادم من نسل حب البلاد "أحمد حداد"، يقول: "دي النار بتبرد في يونية ولهيبها في يناير يأتي" ...
لا لهب في الأفق الآن ولا مطر، ولكن "أطيافٌ" من البشر..
مرت السنوات، وامتلأت قائمة "ما ماتوش فطيس" بآخرين لعلنا نتذكر منهم اسم "أيمن هدهود" الباحث الاقتصادي، أو "عويس الراوي"، شهيد الشهامة بمدينة الأقصر. إلا أن عدداً آخر قد تكون فاتته فرصة التسجيل قي تلك القائمة نتيجة قرار الأقربين والرفاق بأن السكوت أفضل وأن الكلام لن يعيد من مات.
ولكن ما هو عددهم؟ وماذا حدث لهم؟ وهل كان الحديث عنهم جديراً بحماية آخرين من المصير نفسه؟ وهل من المنطق أن يسعى آخرون لتوثيق ما مروا به على الرغم من رغبة الأسرة بدفن السر بالكفن؟ وماذا لو انفتح وحكى عما كان بداخله؟ وهل يساهم ذلك في انتهاء أعمال القتل والتعذيب باسم "أمن الوطن"، كما يتغنى بها المطرب الثوري السوري سميح شقير ويكمل مستهجناً "باسم أمن الوطن، وإحنا مين إحنا؟!"
لكن هذا بحث آخر يحتاج جهداً آخر قد يأتي يوماً ما على يد بعض الساعين ممن نجوا بأعجوبة من الهزيمة ولا زالوا مدرِكين لأهمية التقصي والتدوين.
***
كُتب هذا النص احتفاءً بعودة الزميل "إسماعيل الإسكندراني" من غياهب السجن بعد دفعه 7 سنوات كاملة من عمره ثمناً للتقصي وجدية البحث.
وهو مُهدى إلى روح كلٍ من "محمد أبو الغيط " و"مجدي مكين"، وإلى كل الباحثين عن الحق والحقيقة أو من دفع ثمن غيابها كاملاً.
1 - جريدة "المصري اليوم" كانون الاول/ ديسمبر 2020