هكذا شطبوا الجزء الأخير من عبارة اليوم العالمي للكتاب، لم يذكروا لنا التكملة التي تقول: .. و حقوق القارئ والمؤلف. لا يطيب الأمر لأغلب الناشرين داخل بلداننا العربية، حيث لا تكتمل أبداً صناعة الكتاب ما دامت العلاقات بين الناشر والقارئ والكاتب غير محترفة.
وتبقى الاحتفالات والفعاليات المهتمة بالقراءة ينقصها الكثير ما دامت هذه العلاقات غير واضحة.
حدثني اليوم ناشر عربي قدير أن طلبات العراق من الكتاب المشهور الذي ذاع صيته مؤخراً والذي نشرته دارنا لا تتعدى عشر نسخ، وآخر قال لي قبل أيام إن كُتبياً واحداً من شارع المتنبي أرسل طالباً خمس نسخ فقط من كتاب كذا الذي ملأ الدنيا وشغل الناس.
بصرف النظر عن حال المنشورات الورقية وتراجعها إزاء المحتوى الرقمي ومواقع التواصل الاجتماعي، فالتأمل الدقيق غير المتأثر بالدعايات الثقافية يخبرنا عن مدى الزيف المظلل لانتشار الكتب في حياتنا. أفضّل أن تشيع حالة التشاؤم هذه على أن نتفاءل بالعراقي الذي يقرأ وبصورة الشابة التي تفتح لنا أمعاء حقيبتها وبداخلها كتاب نصف مهضوم. أفضّل أن نتحلى بقدر من الصراحة الصادمة.. حتى نجد أجوبة ملائمة لاحتفالات زائفة بالكتاب.