تتنوّع مواد المدونة التونسية فهي تحاول في كلّ مرة تقديم ما هو مختلف. في ما خصّ اللغة، يمكن للقارئ أن يجد تدوينات باللهجة التونسية العاميّة، وأخرى بلغة فصحى محكَمة. في بعض الأحيان، لا وجود لنصّ. والمثال الأقرب هو التدوينة ما قبل الأخيرة التي كانت عبارة عن عنوان وصورة بيــضاء فارغة. يكفــي قراءة العنــوان لفهــم موقف المدونة: «بعد سنة من أشغال المجلس التأسيسي: محصلة لمدى تقدم صياغة الدستور»، ثم إرفاق العنوان بصــورة فارغة، ما يعني اعتراضاً واضحاً على انعدام جديّة المجلس التأسيسي.
صاحب المدونة هو صابر، شاب تونسي يعرّف عن نفسه بأنّه مدوّن صحافي. يصف صابر مدونته بأنها مساحة للتفكير الحرّ العقلاني والإنساني. أمّا عن نفسه، فيكتب صابر بأنه يميل إلى التفاؤل، لديه ثقة كبيرة في الإنسان وقدرته على فعل الخير. لكن هذا لا يخلو من التحذير من بعض المخاطر التي يمكن أن تولد من العوالم الظلاميــة. آخر تدوينات «أرابســتا» كانت بعنــوان «الحـاج والحاجّة». كتبها صابر بلهجة تونسية سهلة القراءة. قصة زوجين كبرا بعد رحلة العمر الطويلة ليبقيا وحيــدين وعاجزين. التطرّق لمسألة اجتماعية في هذه التدوينة لا يُلغي طابعها الســياسي، حيث لا يفوت صابر أي حدث.
http://arabasta1.blogspot.com/