وماذا لو حدث ما نخشاه جميعاً واحتل الإسرائيليون القاهرة؟
سيدخلونها بالطبع من مدخلها الشرقي، ألماظة مصر الجديدة، ستمضي دباباتهم باتجاه مبنى ماسبيرو من أجل إعلان احتلال القاهرة، الوقت من مصر الجديدة إلى ماسبيرو بوسط القاهرة يستغرق من ساعة إلى ساعة ونصف، في ظل أزمة مرورية خانقة. في شارع رمسيس تحاول إحدى سيارات الميكروباص كسر الطريق على الدبابة الأولى، وقائد الدبابة، الإسرائيلي العبيط، يعتقد أنها عملية مقاومة ترعاها حماس أو حزب الله. يطلق النار على الميكروباص الذي يتوقف في منتصف الطريق فيتعطل الطريق كلياً. عند مدخل شارع الجلاء يبدأ الإسرائيليون في فقدان بوصلتهم. يخرج سائق الدبابة الأولى رأسه من الدبابة ليسأل عسكري المرور عن الطريق لماسبيرو. ينظر له عسكري المرور ملياً ثم يقول بثقة: «بص حضرتك. هو قريب مش بعيد. بس اركن الدبابة على جنب وخدها مشي أحسن لك».
وهكذا، يضطر رتل الدبابات ليركن صفا ثانيا. تتعالى الزمامير المحتجة على تعطيل الطريق من كل مكان، ويحاول المواطنون الصالحون الاتصال بشرطة المرور لتحرر مخالفات للدبابات. ولكن هذا لن يكون مجدياً. الجنود الإسرائيليون الآن في ماسبيرو يعلنون احتلالهم للقاهرة.
لدى خروجهم من ماسبيرو، يهجم أصحاب المراكب على تلك المجموعة من الأجانب الشقر ليقترحوا عليهم فسحة بالمركب لنصف ساعة في النيل. وفي قلب النيل يعرض سائق المركب عليهم سيجارة حشيش. يعجبهم الموضوع فيطلبون المزيد، لا عملة مصرية لديهم ليدفعوا فيتركون سلاحهم عنده رهناً حتى يعودوا بالمال. لدى خروجهم من المركب وسجائر الحشيش في أصابعهم يهجم عليهم ثلاثة أمناء شرطة ويطلبون بطاقاتهم ويشرعون في تفتيشهم، يجدون معهم كمية ضخمة من الحشيش ولا مال ليدفعوه كرشوة، فيقتادونهم إلى قسم قصر النيل. لدى التحقيق معهم يحتار المحققون بين تهمتين: الإتجار بالمخدرات أو التجسس. سيحاول الإسرائيليون إقناع الجميع إنهم غزاة محترمون قادمون بسلاح ودبابات من إسرائيل وليسوا مجرد جواسيس أو تجار مخدرات، ولكن لا أحد يسمع لهم.
للقاهرة دائما طريقتها الخاصة في تحطيم نفسية العدو.
كتب نائل ورسم مخلوف