منتـدى البـدائـل العـربـي رصـيــن لكـــن تقلـيـدي

يشكّل «منتدى البدائل العربي للدراسات» جزءاً من المشهد المصري الحالي لجهة السجال المحتدم حول كل ما حصل ويحصل في مصر منذ إطاحة نظام حسني مبارك. وشهدت البلاد، منذ التحولات المصرية الكبرى، نهضة لافتة لنشاطات مراكز الدراسات والأبحاث، ولمواقعها الالكترونية، منها موقع «منتدى البدائل العربي للدراسات»، هو مؤسسة بحثية تأسست في العام 2008، و«تسعى لتكريس قيم التفكير العلمي في المجتمعات العربية، وتعمل على معالجة القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية في إطار التقاليد والقواعد العلمية، بعيداً من لغة التحريض والدعاية السياسية، في إطار احترام السياقات السياسية والاجتماعية الخاصة، وأيضا القيم الإنسانية العالمية»، بحسب فقرة «عن المنتدى» تعريفية عن المركز الذي يتخذ شكلاً قانونيا متمثلاً في «شركة ذات مسؤولية محدودة». قائمة أبحاث المركز للعام الجاري تزيد عن الأربعين، أما الكتب فيبلغ مجموعها الثمانية.
لائحة الباحثين المتعاونين مع المنتدى طويلة، ويشكل فيها المصريون حجر الزاوية كون الموقع مصريا أساساً. من بين هؤلاء هدى يوسف وكريم سرحان وأحمد السيد النجار وسمير مرقس. أما أبرز المساهمين العرب من غير المصريين: فواز طرابلسي (لبنان) وصلاح الدين الجورشي (تونس) ومضر قسيس (فلسطين) ونادين نابر (الأردن) وأسماء فلحي (المغرب) وعلي الديري (البحرين) ووائل السواح (سوريا) وعماد داوود (العراق). يحاول المنتدى التخلُّص من الصبغة المصرية البحتة التي من شأنها أن تكوّن فكرة مغلوطة عن اهتماماته. وبالفعل، تمكّن القيمون على المنتدى من توسيع إطار عمل مؤسستهم لتكون عربية شاملة، اهتماماتها تبدأ بالحقوق المدنية والإصلاح الديمقراطي والأوضاع الاقتصادية في العالم العربي، وتمر بالعلاقات العربية ـ العربية، والعربية ـ الأجنبية، فالأبحاث الدستورية المقارنة.
أحدث أبحاث المركز تعالج النظام السياسي في الدستور المصري الجديد لمجموعة من الكتاب منهم: عمرو الشوبكي، ومحمد العجاتي، ومحمود قنديل، وحبيبة محسن، وجورج ثروت، وفهمي كريم سرحان. الأنشطة الفكرية للمنتدى محصورة بالمؤتمرات وورش العمل، وآخرها في شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي بعنوان: «ندوة العلاقات المصرية ــ الأميركية: بين الثبات وضرورة التغيير»، وكان قد سبقها بأيام ندوة «مستقبل العلاقات المصرية ـ الإيرانية».
موقع المنتدى «تقليدي» للغاية، شكلاً ومضموناً. من ناحية الشكل، لا قيمة كبيرة للصورة والتصميم الفني. وتغيب عن مضمونه المادة بالصوت والصورة مثلاً، كما أنّ الزوايا التي تشجع القراء عادة للتفاعل مع المقالات ولعرضها على صفحات «فايسبوك» و«تويتر» غير ظاهرة. فضلاً عن ذلك، فإنّ خدمة الترجمة إلى الانكليزية لا تشمل عدداً كبيراً من المواد المتوفرة بالعربية. في المقابل، فإنّ «بدائل» عضو مراقب في شبكة الأورومسكو EUROMESCO، وعضو الجمعية المصرية لـ«جسور»، «بوابة المجتمع المدني مشرق/مغرب».

http://afaegypt.org/