من بينالي البندقية صدر الأسبوع الماضي بيان لعشرين فنّانا من العالم يعلنون فيه دعمهم للحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل، ويدعون فيه زملاءهم الفنانين المشاركين في البينالي إلى الانضمام إليهم في مقاطعة المَعارِض والأحداث الثقافية التي تمولها دولة إسرائيل. بعد ذلك بأيّام، وفي ذكرى اعتداء صيف 2014 على غزّة، صدر بيان آخر عن 1000 ناشط من المدافعين عن حقوق ذوي البشرة السوداء في الولايات المتّحدة (بينهم ممثلون عن مجموعتي "فيرغسون" و "حياة السود لها وزن")، يدعم الحملة ويعبّر عن تضامن كبير مع حقوق الشعب الفلسطيني.
هذه البيانات والمواقف هي جزء من حالة تضامن عالمية آخذة في التزايد يوماً بعد يوم، تأتي مرة على شكل "اساطيل" (أو "فلوتيلا")، وهي مراكب تحاول فكّ الحصار عن غزّة، أو على شكل أناس يقدّمون أرواحهم من أجل تحقيق شيءٍ من العدالة في هذا العالم (راشيل كوري وفيتوريو أريغوني مثلاً وسواهما عديد). وليس صحيحاً أن ذلك رمزيٌّ فحسب، فإسرائيل تخسر مادياً وبشكل ملموس، إذ انخفضت الاستثمارات الخارجية فيها خلال عام بنسبة 50 في المئة. ولكن لبّ المسألة أن تلك القيمة الرمزية والمبدئية تكرس إدانتها بوصفها جزءا من نظام (عالمي ) بشع وعدواني يسحق كلّ من يعتبرهم "ضعفاء".. بل هو تجسيد حاد له.
يظهر ذلك بوضوح في البيان الأوّل الذي ربط مقاطعة الفنانين المموَّلين من الدّولة الإسرائيلية بمقاطعة بينالي سيدني العام الماضي ردّاً على تلقيه تمويلاً من شركة Transfield Holdings التي تساهم بشكل رئيسي في بناء معتقلات إجباريّة لطالبي اللجوء في أستراليا، وبنضال مجموعة فنّية تحمل اسم Libarate Tate تدعو إلى تحرير الفنّ من سطوة أموال النّفط، خاصّة في متحف تايت البريطانيّ، وبمجموعة من الفنانين العالميين المنضوين تحت اسم "عمّال الخليج"، الذين يشترطون من أجل التّعامل مع متحف "غوغنهايم - أبو ظبي"، الذي يتمّ بناؤه حاليا في جزيرة السعديات الإماراتية، أن يُعطى العاملون في الجزيرة حقّهم في الأجر المنصف وظروف العمل العادلة.
مجدداً، النضال الفلسطيني والتضامن مع فلسطين بوجه إسرائيل والصهيونية، عنوان لأحرار العالم، وهؤلاء ملح الأرض!
البيان الثاني يتحدّث عن حالة التضامن المتبادلة بين الفلسطينيين وسود أميركا وهو يبدأ بالتذكير انّ حالة التضامن هذه ازدادت كثافة العام الماضي وتوّجتها زيارات متبادلة بين طلاب فلسطينيين من جامعة بيرزيت وناشطين مدافعين عن حقوق ذوي البشرة السوداء انضووا تحت اسم "حماة الحلم". بعد ذلك يمضي البيان بتعديد الجرائم التي ارتكبتها وترتكبها إسرائيل من تهجير، واعتقال، وشنّ حروب، ثمّ وفي منتصف البيان تقريباً ترد هذه الجملة: "المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون والإعلام يجرّمون وجودنا ويصوّرون الاعتداءات علينا على أنّها حوادث فرديّة ويعتبرون نضالنا غير شرعيّ وإرهاباً".
كم هي جميلة هذه الـ "نا".
فكرة
نضالنا
من بينالي البندقية صدر الأسبوع الماضي بيان لعشرين فنّانا من العالم يعلنون فيه دعمهم للحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل، ويدعون فيه زملاءهم الفنانين المشاركين في البينالي إلى الانضمام إليهم في مقاطعة المَعارِض والأحداث الثقافية التي تمولها دولة إسرائيل. بعد ذلك بأيّام، وفي ذكرى اعتداء صيف 2014 على غزّة، صدر بيان آخر عن 1000 ناشط من المدافعين عن حقوق ذوي البشرة السوداء في
للكاتب نفسه
الفلسطينيون في لبنان وحقّ العمل
ربيع مصطفى 2019-07-21
علاوة على التوظيف السياسوي الطائفي على المستوى الداخلي، يأتي المس بحق العمل للاجئين الفلسطينيين في لبنان متزامناً مع محاولات جاريد كوشنر تفعيل "صفقة القرن"، وهي التي تصطدم بعقبات من أهمها...
الوضع الصحي في المخيمات الفلسطينية في لبنان: إلى الوراء در
ربيع مصطفى 2019-07-07
خيارات العلاج المتاحة أمام الفلسطنيين في لبنان تشي بحالة مزرية اليوم، وهي ذاهبة نحو التدهور في ظل تزعزع وضع وكالة "الأونروا"، ما ينعكس على شكل تقليص متزايد في تقديماتها الأساسية...
مخيم برج الشمالي: اختلاط الواقع بالمجاز وبموسيقى "المنفيين"
ربيع مصطفى 2017-07-20
ثمّة شارع رئيسيّ واحد في مخيّم برج الشمالي القريب من مدينة صور البحريّة. كأنّه دائرة، وكأنّ السّاكن فيه يدور فيها طول الوقت، وكأنّه طول الوقت يسعى إلى الخروج.