يوم الجمعة الماضي، فرضت تل أبيب عقوبات مدنية واقتصادية جديدة على السلطة الفلسطينية. كان ذلك رداً على انضمام فلسطين الى 15 منظمة وهيئة دولية. وبموجب هذه العقوبات ستحجب عن السلطة الفلسطينية مئة مليون دولار شهرياً من عائدات الضرائب التي تجنيها اسرائيل من العمال الفلسطينيين. تقرر أيضاً تجميد مشروع التنقيب عن الغاز قبالة شواطئ غزة، كما أعلنت اسرائيل عن نيتها مصادرة المزيد من الأراضي التابعة لمدن بيت لحم والخليل ورام الله لمصلحة المستوطنات. وهذا بيت القصيد.
والغريب ـ المريب ؟ـ هو ما حدث بعد يوم من هذه القرارات الإسرائيلية المتشنجة التي يمكن ان نضيف اليها قرار نتنياهو بمنع وزرائه من الكلام مع الوزراء الفلسطينيين (مستثنياً كبيرة المفاوضين): فقد ألقت أجهزة الأمن الفلسطينية القبض على أربعة ناشطين في حركة «مقاطعة اسرائيل» (BDS)، خلال محاولتهم إفشال عرض لفرقة رقص هندية في رام الله كضيف في معرض فلسطين الدولي، بسبب تقديم الفرقة عرضاً قبل ذلك بيوم في تل أبيب، خارقة معايير المقاطعة الثقافية للاحتلال. ولذا، أعلنت وزارة الثقافة في رام الله عن إلغاء الحفل، ثم ما لبثت أن تراجعت عنه بعد إصرار الرئاسة الفلسطينية على نقيض ذلك. وبررت الوزارة تراجعها عن قرارها ، بأن الفرقة الهندية لم تنسق مع أي جهة حكومية أو غير حكومية إسرائيلية (؟) وبذلك فنشاطها لا يندرج في إطار التعريف الوطني والثقافي للتطبيع! اجترحت الوزارة إذا اجتهادات خاصة بها لمعنى التطبيع وأشكاله. إلى هذا الحد قد يكون المسلك الرسمي الفلسطيني «مفهوماً» ومنسجما مع نفسه. إلا أن استكمال شرح ملابسات توقيف الناشطين، يشي بما هو أفظع. فتقول الوزارة في بيانها: «أتيحت الفرصة لأحد الشبان للتعبير لمدة عشرين دقيقة عن معارضته إقامة العرض، من دون تدخل أو منع أو قمع» جميل! وهو الأمر الذي يحيلنا مجدداً إلى أشكال الاعتراض التي ترضى بها السلطة الفلسطينية، والذي يذكر مثلاً بمشهد إضاءة الشموع في رام الله عقب عدوان «الرصاص المصبوب» على غزة في 2009، كتعبير عن التضامن والغضب!
بعد اعتقال الناشطين، سأل منسق حملة المقاطعة زيد الشعيبي: «كيف تريدون أن نقنع العالم بمقاطعة إسرائيل، اذا كنا نستقبل فرقة قدمت عرضها في تل أبيب؟»، وهو سؤال يوجه الى السلطة أساساً، وإلى قدرتها على إقناع إسرائيل والعالم بفعاليتها وبالحاجة لأخذ مواقفها بالاعتبار، إذا كان النفوذ الوحيد الذي تمتلكه بوجه أي عقوبات أو اعتداء، هو بيانات إدانة فارغة، وأجهزة أمنية مشغولة بالتفتيش عن ناشط هنا وهناك... ثم أي حاجة لدى السلطة لإثبات حسن نيتها تجاه إسرائيل في وقت تعربد فيه هذه ولا تتوقف عن تصعيد غضبها عليها إذا ما تجرأت على أقل معاندة، متذرعة بالأمر من أجل مزيد من التنكيل بالفلسطينيين ومزيد من الاستيلاء على الأرض. فإلى السلطة: إن كنتم لا تعرفون ما هي أجدى التصرفات، قلِّدوا المنهج الإسرائيلي!
فكرة
السلطة الفلسطينية: نعم للتطبيع
يوم الجمعة الماضي، فرضت تل أبيب عقوبات مدنية واقتصادية جديدة على السلطة الفلسطينية. كان ذلك رداً على انضمام فلسطين الى 15 منظمة وهيئة دولية. وبموجب هذه العقوبات ستحجب عن السلطة الفلسطينية مئة مليون دولار شهرياً من عائدات الضرائب التي تجنيها اسرائيل من العمال الفلسطينيين. تقرر أيضاً تجميد مشروع التنقيب عن الغاز قبالة شواطئ غزة، كما أعلنت اسرائيل عن نيتها مصادرة المزيد من الأراضي التابعة لمدن
للكاتب نفسه
زينب مهدي.. الانتحار احتجاجاً
آدم شمس الدين 2014-11-20
انتحرت الناشطة المصرية زينب مهدي. علقت مشنقتها في مسكنها ومضت، خلافاً لحالات الانتحار العلنية التي غالباً ما تحصل في مصر. استبقت ذلك بتعليق فايسبوكي ثم اغلقت حسابها. التعليق يقول «تعبت،...
نمر النمر أكثر من «رجل دين شيعي»
آدم شمس الدين 2014-10-22
الشيخ المعارض نمر النمر كرر على المنابر ضرورة الالتزام بسلمية التظاهر، وشدّد على نزع أي بُعدٍ مذهبي عن المطالب المحقة لسكان المناطق الشرقية في السعودية، وعلى ضرورة إعطائهم بعضاً من...
نبيل رجب لا يتعظ
آدم شمس الدين 2014-10-08
«كثر من البحرينيين الذين التحقوا بصفوف الإرهاب وتنظيم داعش أتوا من المؤسسات الأمينة التي كانت الحاضنة الإيديولوجية الأولى لهم». نشر نبيل رجب هذه التغريدة. لم يكشف سوى ما هو معروف...