عشر نصائح للرئيس السيسي!

بعد الزخم الإعلامي والصحافي والهالة التي صنعت حول المشير عبدالفتاح السيسي منذ شهور، قبل ترشحه ثم فوزه ثم تنصيبه، بفضل حملات إعلامية وإعلانية كبيرة... فعلى الرئيس أن يفكر جيداً وجديّاً في أمور عدة. وهذه بمثابة نصائح قليلة ربما تفيده أكثر من الكلام الكثير المعسول.1ـ فكّر كيف تنهي حكمكالتاريخ لا يتذكّر كيف بدأ الحكام، ولكن غالباً ما يسرد كيف انتهى حكمهم، وإلى أين وصلت
2014-06-25

أحمد عبد العليم

كاتب وباحث سياسي من مصر


شارك
مجسّم للسيسي و"العروس" مصر بعد تنصيبه رئيساً لمصر (من الانترنت)

بعد الزخم الإعلامي والصحافي والهالة التي صنعت حول المشير عبدالفتاح السيسي منذ شهور، قبل ترشحه ثم فوزه ثم تنصيبه، بفضل حملات إعلامية وإعلانية كبيرة... فعلى الرئيس أن يفكر جيداً وجديّاً في أمور عدة. وهذه بمثابة نصائح قليلة ربما تفيده أكثر من الكلام الكثير المعسول.

1ـ فكّر كيف تنهي حكمك
التاريخ لا يتذكّر كيف بدأ الحكام، ولكن غالباً ما يسرد كيف انتهى حكمهم، وإلى أين وصلت بهم وقائع الأمور، فالتاريخ المصري مثلاً لا يذكر كثيراً كيف بدأ الرئيس السادات، ولكن يذكر أن حكمه انتهى برصاصات طائشة، وسوف يتغاضى التاريخ عن الكيفية التي بدأ بها مبارك حكمه، ولكنه سوف يسرد كيف انتهى حكمه بثورة عظيمة، وسوف يتغاضى التاريخ عن بداية حكم مرسي - والتي كانت للمفارقة من ميدان التحرير - وسوف يذكر كيف انتهى به الحال في السجن.

2ـ الشعب هو الرقم الأهم في معادلة البقاء
خلال ثلاث سنوات، حدثت ثورتان، أطاحت برئيسين، كلاهما كان له مؤيدون والى جانبه قوة ليست بالقليلة، ومع ذلك تمت الإطاحة بهما. وربما يتقاطع الرئيس السيسي كثيراً مع الرئيس مبارك، خاصة في الدعم الذي يناله من المؤسسة العسكرية ومن باقي مؤسسات الدولة المختلفة، وهو دعم وإن بدا قوياً شامخاً مهيباً إلا أنه يتضاءل للغاية فور أن يرغب الشعب في التغيير.

3ـ اختيار مَن حولك
يتناسب طردياً مع استمرارك
اختيار الرئيس لبطانة صالحة تمدّ في عمر نظامه، فعليك ألا تضع حواجز بينك وبين الغالبية من الشعب، ويظل هذا هو التحدي الأهم أمام الرئيس السيسي، خاصة أنه بمجرد صعوده السياسي ارتبط ذلك بشكل وثيق مع عودة رجال الرئيس الأسبق مبارك من الظل، وبدأ الكثير منهم يعود للكتابة والظهور التلفزيوني، بالإضافة إلى رجال أعمال الحزب الوطني المنحل في المحافظات المصرية المختلفة، وهم بالضرورة أو غالبيتهم يدعمون الرئيس السيسي، بعضهم حبّاً بالرجل وكثير منهم حباً بمصالحهم الشخصية.

4ـ الإعلام عبد مصلحته
الإعلام في مصر وأثناء ثورة يناير كان يدعم الرئيس مبارك حتى الرمق الأخير لنظامه، وفور ما بدا أنْ ثمة انهياراً على وشك الحدوث انقلب عليه، وليس من قبيل المبالغة التأكيد على أن الإعلام ساهم بشكل رئيسي في صعود السيسي خلال الفترة الماضية حتى تخلى كثيرون من الإعلاميين عن حياديتهم ومهنيتهم من أجل عيون الرئيس المنتظر، فعلى الرئيس السيسي أن يعلم أن ولاء الإعلام الوحيد هو لمصلحته، وأنه في حال فشله فسوف يكون أول مَن ينقلب عليه كما حدث مع الرئيس الأسبق مبارك.

5ـ الحرية أهم من الأمن
لا تقايض الشعب المصري أبداً بحريته مقابل الأمن، واخرج من تلك الدائرة المقدسة التي وضع مبارك معادلتها لسنوات، حتى جعل مصر تتحول من وطن كبير إلى سجن كبير، واعلم أن مَن خرج ضد مبارك ومَن خرج ضد مرسي كان سببهم الرئيسي متعلقاً بأن ثمة كبتاً وتضييقاً للحريات، وابدأ بالإعلان عن خروج المعتقلين غير المتورطين في قضايا جنائية، واعلم أن مَن يهب لشعب مصر الحرية، يهب لحكمه حياة طويلة مستمرة.

6ـ لا تكن حصان طروادة للفاسدين
النصيحة الأهم للرئيس السيسي هي المتعلقة بقدرته على خلق شاشات تنقية تجعله بعيداً عن الفاسدين التي أطاحت ثورة يناير بتزاوج مالهم مع السلطة، وربما هم يتشوقون الآن كي يعودوا من خلال السيسي ويعاودوا فسادهم واستغلالهم السلطة من أجل تحقيق مكاسب شخصية.

7ـ لا تبع الوهم للبسطاء
المصارحة عنصر هام من عناصر نجاح أي نظام في الحكم، وهو عنصر قد أسقطه الإخوان من حساباتهم فسقطوا. فليس المهم أن تفعل كل شيء، ولكن أن تفعل ما تستطيع أن تقدمه للناس بالفعل، خاصة أن البسطاء يصدقونك لأسباب تخصهم، وكثير منهم كان يصدق مبارك ويحبه، بيد أن الأمر عندما يتعلق بلقمة العيش والحق في حياة كريمة، فأي رصيد حب قابل للنقصان.

8ـ لا تركن إلى صناعة الأعداء
الإخوان أخطأوا، هي حقيقة، ولكن ليس كل مَن هو ضد سياساتك أو ضد طريقة حكمك أو يصارحك بأخطائك يكون إخوانياً أو عدواً، لأن بداية الفشل تبريره، وخلق شماعات لا نهاية لها، ولذلك لا تهويل ولا تهوين، تعامل مع المتسبب في عنف أو خطر على أمن البلاد القومي بكل ما يكفله لك الدستور من حقوق، وإيّاك أن تنتهك حريّات الأفراد التي كفلها لهم الدستور من أجل صنع عدو أو تحقيق مصالح شخصية لحكمك.

9ـ الخطابات المعسولة تفقد مع الوقت بريقها
بعد وقت ليس بالبعيد، سوف ينتظر منك شعبك ما هو أكثر من الكلام المعسول، والعواطف الجيّاشة، والابتسامات الرقيقة، والجمل العابرة المعتبرة المعبرة، سوف ينتظر منك الناس الأفعال، ولتعلم أنه عندما يحين الوقت ليظهر أن كلامك أكثر من أفعالك، سوف تخسر وتصبح بين ليلة وضحاها من أمل الشعب المنتظر إلى ماض سحيق يكاد لا يتذكره كثيرون.

10ـ اقبل النقد ولا تتعالَ على منتقديك
اقبل كل ما يقال ضدك كما تقبّل كل ما يقال لك، فكّر في كل نقد موجه ضدك وافترض حسن النيات قبل افتراض سوئها، لأنه ربما بين كلمات نقدٍ ثمة إشارة خطيرة عليك أن تتلقاها وتتلقفها وتعمل على تلافيها ومعالجتها، واحذر من أن تتجاوزها، لأن كل مَن تجاوز الإشارات الخطيرة داسته إشارات الشعب في الميادين بأن "الشعب يريد إسقاط النظام"!
     
 

مقالات من مصر

العاصمة المصرية في مفترق طرق..

رباب عزام 2024-11-21

على الرغم من الأهمية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، بالنسبة إلى المواطنين، للمنشآت والمباني المقامة حالياً على أراضي "طرح النهر"، خاصة في العاصمة القاهرة، إذ يشمل أغلبها كثيراً من الأندية الاجتماعية التابعة...

للكاتب نفسه

المرأة المصرية واعظة بالمسجد

قررت وزارة الأوقاف تعيين 144 امرأة واعظات في المساجد كجزء من "تجديد الخطاب الديني" الذي دعا اليه الرئيس السيسي. المبادرة تبدو شكلية بالنظر للاشتراطات المصاحبة لها ولوجود  110 آلاف مسجد...