وقفَت في تسعينيات القرن الماضي، في العاصمة الأردنية عمّان، المعمارية العراقية زها حديد أمام جمع كبير من طلبة وأساتذة ومهتمين بالفن المعماري، جاؤوا من كل أنحاء البلاد لرؤيتها والإستماع الى حديثها عن تصاميمها التي كانت قد بدأت تُدرّس في الجامعات في أنحاء العالم، على اعتبارها مدرسة جديدة في المعمار. وجّه لها أحد الحاضرين سؤالاً عن ما أسماه بـ"خط القياس الأنثوي" في المعمار، وهو ما لم يعجب زها حديد فجاءت بردٍ بليغ ومتقن أحرج السائل وأمتع الحاضرين، خصوصاً النساء منهم. فالفن المعماري يتعامل مع الأشكال الهندسية وتصاميمها ولا دخل لجنس المعماري فيه، فليس هناك مربع أنثوي ومثلث ذكوري. لكن زها حديد كانت تعرف العراقيل والأحكام المسبقة التي توضع في طريق النساء بالعموم، والعربيات منهن بالأخص عندما يتعلق الأمر بالإبداع، والذي تحكّم به الرجال لعقود طويلة. فهي قد عانت من هذا التحيز في المجال الإبداعي طوال حياتها، وهي التي حاربها الكثير من المعماريون الذكور وأطلقوا عليها إسم "معمارية الورق"، معتبرين إن تصاميمها "مستحيلة التنفيذ" فتبقى على الورق. حتى نجحت بإصرارها وأصبحت أيقونة عالمية في التصميم المعماري. لم يختلف الأمر في مجال الفن التشكيلي، فقد غلب الفنانين الذكورعلى الساحة الفنية، في العراق بالتحديد، فقُدرت أعمالهم بصورة أكبر، على الرغم من الدور الذي لعبته الفنانات العراقيات في تشكيل الحركة الفنية العراقية ومدارس الفن، التشكيلي خاصة، في العصر الحديث.
الفَن والمكان
يتأثر الفن بطبيعة الحال بظروف المكان والمجتمع الذي يعمل في وسطه. وقد كانت أعمال التشكيليات العراقيات متأثرة بالتغيرات الاجتماعية والسياسية التي طرأت على العراق منذ استقلاله. لم يكن فنهن نسوياً بالضرورة، لكنه جسَّد عوالم النساء الخفية. تلك العوالم التي لا يعرفها الرجال لكنهم يتخيلونها، وخيالاتهم غالباً ما تأخذهم الى تصنيفات ذكورية. فالمرأة تتراوح بين الام والعشيقة، وكأن الأم لا يمكنها ان تعشق والعشيقة لايمكنها ان تصبح اماً تحب أبناءها. وعوالم النساء تلك ليس لها علاقة بعوالم "الحريم" التي تخيلها الفنانون المستشرقون، ونقلوها للعالم كصورة نمطية عن المرأة العربية. بل هي عوالم ترى النساء فيها أنفسهن و بعضهن البعض. عوالم فيها مشاعر مختلطة ومتناقضة، فأن تسرق من فقَدت ابنها او حبيبها في الحرب ضحكة أو اغنية أو لحظة صفاء، لا يعني انها نسيت من رحلَ أو أصبحت غير مخلصة لذكراه.
وقد شكّلت المرأة ركيزة أساسية في الفن التشكيلي العراقي كموضوع. ففي بلد عانى طوال تاريخه من الويلات والحروب المتعاقبة، أصبح للمرأة في عقله الجمعي رمزية معينة، الرجل يقاتل ويُقتل، والمرأة تبقى، تنتظر، تنعيه وتحمل أحزان البلاد. هي الثكلى والأرملة والحبيبة المنتظرة لحبيبها الذي لا يأتي. لكنها أيضاً كانت الثورة، والأم والمدينة. المدينة التي رسمها الفنانون رجالاً ونساءاً. فكانت مدينة القبب الزرقاء والحمام الزاجل. لكنها أيضاً مدينة يلتقي فيها النساء والرجال في أماكن وأوقات محددة، وكادت العوالم فيها أن تنفصل، فرسم الفنانون ما يحدث في شوارعها ومقاهيها التي سيطر عليها أبناء جنسهم. بينما جسدت الكثير من الفنانات عالم النساء الذي لا يدخله الرجال إلا متلصصين، عالم يرتاح فيه جسد المرأة، و لا يبدو حزيناً ومتشحاً بالسواد، وإن حمل فيه كل أحزان الأرض، لكنه حي، يفرح ويبتهج ويرقص ويعشق ويحزن ويتسائل.
حركة الفن المعاصر
مع تقدم التكنولوجيا المميز مع بدايات القرن الواحد والعشرين، أصبحت وسائل الإبداع والتعبير الفني متعددة ومتاحة لعدد أكبر من الفنانين/ الفنانات والموهوبين/ الموهوبات، وخرج الفن من إطاره التقليدي. فقبل بدء الثورة التكنولوجية والمعلوماتية، وتطور البرامج التقنية التي تستخدم الآن، كان الفن - التشكيلي بالأخص - نخبوياً ومتاحاً للمهتمين فقط، وعادة ما يكون الفنان أو الفنانة قد درسوا الفن في معاهد و جامعات، في بعض الأحيان عالمية لا محلية فقط. ولا يُعد الفنان أو الفنانة من الناجحين إلا في حال وصول أعمالهم للمعارض الفنية. بينما يتميز فن ما بعد الثورة التكنولوجية الحديثة بأن معرضه وجمهوره الأساسي هو وسائل التواصل الإجتماعي.
لا يتميز الفن المعاصر عما قبله من ناحية إمكانية انتشاره فحسب، وإنما أيضاً تباين أدوات تنفيذه. فبرز الفن الرقمي (digital art) و تطورت فنون الميكس ميديا (mix media) ، والتصوير الفوتوغرافي والكاريكاتير، لا تقنياً فقط، وإنما صارت الأفكار والمواضيع المعالجة أيضاً أكثر جرأة وخارجة عما كان مألوفاً من قبل. والمقصود بذلك الفن النسوي بصورة خاصة.
الفن النسوي، لأهميته وتنوعه في العراق، يحتاج الى دراسة معمقة، بينما هذه ليست سوى نظرة سريعة على بعض الأمثلة وطرق التعبير. ولفعل ذلك نقسم الفن العراقي النسوي الى قسمين، الأول "تأملي" تحقق معظمه خارج العراق، والثاني "آني" تحقق معظمه داخل العراق، مع إحتمالية تقاطعهما أحياناً بحسب الأحداث التي تمر بها البلاد.
الفن التأملي
عرفَ العراقيون الإغتراب خلال الخمسة عقود الأخيرة. وقد شكل النفي واللجوء و الهجرة، سواء لأسباب سياسية أو إقتصادية وتداعياتها، جزءاً مهماً من الذاكرة، بل أيضاً من الشخصية العراقية بحد ذاتها. فالعراق بلد مرَّ بإنقلابات سياسية وعسكرية كثيرة، وحروب وأزمات أدت الى موجات متعددة ومتتالية من التهجير والإغتراب، غادر خلالها ما يقارب الـ 6 ملايين عراقي ليعيشوا في بقاع الأرض المختلفة. وربما لهذا السبب كان وما زال الكثير من الفن التشكيلي العراقي يعالج ثيمات النوستالجيا (التذكر والحنين). لكن العقدين الأخيرين شهدا فناً نسوياً، بمعنى إنه فن لا يخترِق، كما فعل سابقاً، عوالم النساء الخفية فحسب، بل يقدّم أيضاً تحدياً لتفرد الرجل لفترة طويلة بالمشهد العراقي السياسي والاجتماعي والفني، ونقلَ جسد المرأة من نظرة المتلقي - الرجل بالتحديد - الى نظرتها هي الى نفسها كجسد فاعل، متغير، لا يتبع بالضرورة معايير جمالية أو تعبيرية محددة أو تقليدية. على الرغم من أن البعض قد يرى هذا الفن منفصلاً نوعاً ما عن واقع العراق الإجتماعي الحالي، في ظل حكم التيار الديني، إلا إنه في الحقيقة يعبرعن فئة اجتماعية عراقية مهمة، تزداد حجماً مع الوقت، وتعيش في داخل العراق وخارجه، وهي جزء لا يتجزأ من حركة نسوية تقاطعية جديدة ذات بعد سياسي اجتاحت العالم مؤخراً. هو فنٌ يقدم نفسه بطريقة تأملية، أي إنه لا يتحرك بالضرورة بسبب حدث معين، إلا إذا كان ذلك الحدث في الماضي، فهو غالباً ما يدمج البعد الفني الجمالي، بذاكرة الصدمة (trauma) وأحياناً كثيرة بالنسوية. كمثال على ذلك، هي الأعمال التي تقدمها الفنانة العراقية هيف كهرمان. www.hayvkahraman.com
هيف كهرمان
تعتمد كهرمان كثيراً على عامل الصدمة. فأجساد النساء في لوحاتها وأعمالها الفنية تشبه الدمى في حركتها، لكنها أيضاً صورة عن الفنانة نفسها. تعي كهرمان تماماً بعُد هويتها العراقية وصعوبة الإنفصال عنها. و على الرغم من إنها غادرت العراق طفلة، إلا إن ذاكرة الحرب والهروب منها ومحاولات نسيانها ما زالت تسيطر على أعمالها بقوة. كهرمان تجعلنا نفكر في ما لو كانت كل أحاسيسنا وأفكارنا تُترجم جسدياً، ماذا لو كانت أجسادنا تفعل تماماً ما نشعر به، فنقص ألسنتنا عندما نحاول إتقان لغة جديدة لكي لا نبدو غرباء، أو أن تُظهر اجسادنا خيوط نسيج الهويات والصدمات والتجارب التي نمر بها، وأن نستطيع فعلياً خياطة وترقيع ما كُسِر فينا، أو أن تمارس أجسادنا الإنطواء على نفسها كأنها قطع من قماش لتصبح أصغر، تختفي، أو ربما لتقدم عرضاً ممتعاً لصاحب السلطة لتتجنب بطشه. أو ليس هذا ما نفعله بأرواحنا طوال الوقت؟ ناقشت كهرمان أيضا قضية جرائم "الشرف" والعنف الأسري في أعمالها، لكنها منحت المرأة الضحية، قوة تظهر في الخطوط والألوان وطريقة العرض، فكأنها تقول إن الضحية قُتلت لأنها كانت أكثر حرية وإمتلاكاً لذاتها من القاتل نفسه.
هبة جميل
بينما تتبنى الفنانة العراقية هبة جميل إسلوباً آخر لتحدي خطوط المجتمع الذكوري والأبوي. فالنساء في لوحات جميل لا يتبعن بالضرورة نمطاً جمالياً تقليدياً، بل هن غير مكترثات أبداً لنظرة المتلقي الرجل. هن يمتلكن أجسادهن بقوة وجرأة طبيعية لا تعترف بأي محددات من أي نوع. هن أيضاً نساء فاعلات، يستخدمن أجسادهن بكل حرية للتعبير عن أنفسهن. لكن الجدير بالذكر إن النسوية في فن هبة جميل لم تتمثل فقط بكسرها للأنماط الجسدية وحتى الجنسية أحياناً في لوحاتها، بل أيضاً بإنها إستخدمت لوحاتها كتحليلات سياسية. فلوحتها "هل أنت مهتم؟" كانت بنسختها الأولى بمثابة إستعراض لذاكرة الفنانة وهي طفلة، عن حرب الخليج الأولى - وهو ما فعلته جميل في لوحات أخرى - لكنها مع الوقت حولت هذه اللوحة بالذات الى ما يشبه تعليقاً تفاعلياً عن السياسة العالمية، وعبث القوى السياسية الكبرى بمصائر الشعوب. فقامت هبة جميل بإضافة شخصيات جديدة لهذه اللوحة، مثل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وهو ينظر بلا إكتراث لطفلة لاجئة تبكي، بينما يتمدد تحت أقدامه الطفل السوري أيلان الذي غرق مع أخيه وأمه في إحدى محاولات الهرب من جحيم الحرب. ثم غيرت إسم اللوحة الى "أنا لست مهتماً، هل تهتم أنت؟" وهي محاكاة أخرى لسياسة ترامب ضد اللاجئين المكسيكيين في الولايات المتحدة. بينما كانت لوحتها عن ثورة تشرين 2019 في العراق عرضاً لبطش القوات الحكومية والمليشيات، ولتواطؤ ممثلة الأمم المتحدة في العراق جنين بلاخارست ، بالإضافة الى تورطها مع حكومات عراقية سابقة بسياسات أدت الى قتل مدنيين عراقيين. www.hibajameel.com
الفن الآني
المقصود هنا هو الفن الذي يتمحور حول ما يحدث محلياً، أي في الشارع العراقي مباشرة. وربما هذا هو إختلافه الرئيسي عن الفن التأملي. فالفن الآني لا يعتمد على أحداث ماضية، بل هو يواكب ما يحدث آنياً ويحاول أن يعلّق عليه. وقد برز هذا النوع من الفن في السنوات الأخيرة كمحاولات إبداعية شبابية للتواصل فيما بينهم، وللتعبيرعن الفرق الثقافي الكبير بينهم وبين الأحزاب الدينية الحاكمة. وليس المقصود بالثقافي هنا المستوى التعليمي بقدر ما الوعي بضرورة التغيير في المجتمع. هو فن عادة ما يحمل رسالة توعوية واضحة، لكنها بجهود فردية ونابعة من رغبة حقيقية بالتغيير.
تباينت الفنون الآنية في أساليبها، مثل الفن الرقمي، الغرافيتي والجداريات، الكاريكاتير، التصوير الفوتوغرافي والميكس ميديا وغيرها. وربما كان لثورة تشرين/اكتوبر 2019 دوراً كبيراً في نمّو هذا الفن، كما كان لهذا الفن دوراً كبيراً أيضاً في تقديم الثورة ومطالبها، والتي سنركز هنا على النسوية منها.
عراقيّات وثائرات
08-03-2020
نجد مثلاً عمل ميكس ميديا بعنوان "المرأة روح الثورة" للفنانة العراقية الشابة آية جواد، تحاكي فيه اللافتات التي رفعتها النساء خلال التظاهرات والمسيرات النسوية، بعد دعوة زعيم التيارالصدري مقتدى الصدر لفصل الإناث عن الذكور في المظاهرات. نرى فتاة ذات ملامح عراقية جداً، ترتدي عباءة عراقية سوداء تزين إحدى أطرافها لافتة تقرأ "فصل الدين عن الدولة، هو أفضل بكثير من فصل الذكور عن الإناث". وفي لوحة أخرى يقف شاب وفتاة يمسكان بأيدي بعضهما البعض، ويرتديان القناع المضاد للغاز، وتبرز من ظهر الفتاة أجنحة مستعدة للتحليق بحرية، بينما يقرأ العنوان "الحب في زمن القمع"، كتحدي واضح لمحاولات الأحزاب الحاكمة تشويه صورة المتظاهرين وإصدار أحكام أخلاقية تعتمد على أفكار رجعية وبالية.
https://instagram.com/ayajart1?igshid=1xwgxyfh3xrp0
ياسمين الجميلي
تبني رسامة الكاريكاتير ياسمين الجميلي أعمالها حول شخصية إمرأة غالباً ما تكون بلا ملامح، ربما لأنها تقصد بها كل النساء. ترسم الجميلي شخصيتها بالحبر الأسود داخل دائرة سوداء، فتبدو أعمالها كأيقونات، أو عدسة كاميرا مقربة ومسلطة على الفكرة التي تريد الفنانة إيصالها. تدعو الجميلي في أعمالها النساء للدفاع عن بعضهن البعض، وكسر دائرة التحرش والعنف الممارس ضدهن، كما وتناقش تعامل المجتمع مع المرأة كملْكية، إما للأهل أو للزوج أو للمجتمع ككل، والضغوط التي توضع على كاهلها فتفقدها حريتها وتحملها أعباء "سمعة العائلة" و "شرف" الذكور فيها.
https://instagram.com/yasminsillustration?igshid=1v255i9jassrd
جمانة وميس أحمد
قامت الفنانتين جمانة وميس أحمد، وفي عملين منفصلين، باستخدام أنفسهن وأجسادهن بإسلوب الميكس ميديا لإيصال فكرة سطوة "العادات و التقاليد" على المرأة في المجتمع العراقي. إختارت جمانة إسم "تقاليد" لعملها الذي إعتمد على مجموعة بورتريهات للفنانة نفسها وهي ترتدي العباءة التقليدية. وتحمل جسدها في إحدى الصور عدداً من الإيقونات الفلكلورية والدينية العراقية، كإشارة للعادات والتقاليد، فتبدو المرأة في البورتريه مثقلة وكأنها تحمل أكثر مما تستطيع حمله. وتظهر في صورة أخرى وقد إلتفت حول رأسها ورقبتها "طرحة الزفاف" كدلالة على تقديم الفتيات للزواج حتى بالإكراه أحياناً، كأنهن هدايا تُمنح، وتجامل العشائر بعضها البعض بها، كما يحدث في تقليد الفصلية العشائري.
https://instagram.com/jumana.j.r?igshid=6i4wgr6ma0q9
العنف ضد النساء في العراق، ما هو المختلف؟
08-09-2020
بينما إختارت الفنانة ميس أحمد أن تظهر في بورتريه وضعت له عنوان "المرأة العربية"، وهي مغطاة تماماً بعباءة سوداء وتضع يدها فوق فمها كأنها تقوم بإخراسه. وتظهر خلفها زخرفة إسلامية لدلالة ربما تحمل معنيين متناقضين، الأول هو التقاليد المتوارثة التي تُفرض على النساء العربيات، والثاني هو الشكل الهندسي الشبيه بالشمس حول رأس المرأة، للدلالة أيضاً على الأحلام و الطموحات الحبيسة في داخلها.
https://instagram.com/mesopotamianartist?igshid=1qhz7wr2agbj8
فاتن الطيار
إختارت الفنانة الشابة فاتن الطيار الرسم/الفن الرقمي (digital art)، فكانت صوت "ثورة تشرين" والمتحدثة بفنها عن ثقافة الثورة. كانت تصمم ما يشبه اللافتات التوعوية التي تحث الشباب على التكاتف والثبات وتطلقها بمجموعات. كانت إحدى أكثر مجموعاتها إنتشاراً هي التي نشرتها مع إنطلاق مسيرات نسوية حاشدة في مختلف مدن العراق في شباط /فبراير 2020، مثلت فيها أهمية وجود النساء ودورهن البارز في الإعتصامات و المظاهرات.
https://instagram.com/fatin.altayar?igshid=1x1pfe7bx7xe7
***
إشتركت الأعمال المذكورة، بإختلاف أسالبيها وأنماطها الفنية، في أن الفنانات قررن أخراج المرأة من خانة العرض الى خانة الفعل. النساء في هذه الأعمال تنتقد وتحلل وتبدي آراءها، سواء فيما يخص الوضع الإجتماعي أو السياسي. وهي جزء من حركة فنية فاعلة ومتفاعلة وليست معزولة، تزداد رقعتها وجرأة طروحاتها مع تقدم الوقت وسرعة وسهولة تبادل الأفكار.