يترصّع التاريخ الفلسطيني بالانتفاضات. وهذه إحداها، وقد مرت هذا الأسبوع الذكرى العشرون لانتفاضة الأقصى، التي بدأت شرارتها الأولى في 28 أيلول/ سبتمبر بدخول رئيس الوزراء الإسرائيلي وقتها أرييل شارون إلى باحة المسجد الأقصى برفقة حراسه، فتجمهر المصلون وتصدوا لهم.
وهي استمرت لخمس سنوات، ولم تتوقف إلا في شباط/فبراير 2005، بعد اتفاق هدنة وُقّع في شرم الشيخ. وقد صُفّي في سياقها ياسر عرفات في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2004، بعد تسميمه من قبل إسرائيل وعملائها، كما اغتيل قائد حماس ومؤسسها الشيخ أحمد ياسين في 22 آذار /مارس 2004 بصاروخ استهدفه في المسجد مع صلاة الفجر، ثم من اختير كخلف له، عبد العزيز الرنتيسي في نيسان/ أبريل 2004، وقبلهم جميعاً أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو علي مصطفى في 27 آب/ أغسطس 2001 بهجوم صاروخي على مكتبه في مدينة البيرة من الضفة الغربية.
استشهد في الانتفاضة 4412 فلسطينياً، وسقط 48322 جريحاً. وهي شملت الضفة الغربية وقطاع غزة على حد سواء. وصار الطفل الشهيد محمد الدرة رمزاً لها، وهو قُتل عمداً يوم 30 أيلول/ سبتمبر 2000، في حضن والده، بينما كان يحتمي من الرصاص في أحد شوارع غزة، بحسب ما أظهر شريط مصور لمراسل قناة فرنسية. وقد تخلل سنوات الانتفاضة عمليات عسكرية إسرائيلية كبرى منها "الدرع الواقي" و"أمطار الصيف" و"الرصاص المصبوب".. لتذكير من يتطاول على شجاعة وصبر الشعب الفلسطيني المنكوب، والمتروك وحيداً.