ليل الأول من نيسان/ ابريل، جابت مسيرات غاضبة شوارع طرابلس والميناء في شمال لبنان، تصرخ "ثورة" احتجاجاً على الأوضاع المعيشية. قبلها بأيام، في بيروت، رمى البائع رزقه على الطريق بعد أن منعته القوى الامنية من التجوّل. صرخ أمام عربته: "عندي ولدين، بيتي أجار"، أمسك صندوقاً من البرتقال وأفرغه على نفسه، فوق رأسه وجسده.
فيديو 1: بائع خضار متجول في بيروت في الاسبوع الاخير من شهر آذار/مارس.
البيوت لا تحجر الفقر، بل تفيض به.. من المطابخ الفارغة وصولًا للأثاث العتيق والضيّق على أجساد السكّان. سيتذكّر العامل، الحرفي، سائق سيارة الاجرة، صاحب الدكان الصغير، الباحث عن عمل، والعاطل عنه.. كيف أن السلطة تدفعه للتضحية بحياته، كي تعيش أسرته يوماً إضافياً.
فيديو 2: ميناء - طرابلس مساء الاول من نيسان/ ابريل.
في الأيام العادية، وفي تلك التي يجتاحها الوباء، تمشي أجساد هؤلاء في الصفوف الأولى لتتبعها تلك التي تملك رفاهية الحجر، وتبرهن للجميع منذ ما قبل 17 تشرين الاول (في لبنان، وتواريخ انتفاضات أخرى متقاربة معه في عموم المنطقة)، وقبل تفشي وباء كورونا، أن بيوت الفقراء لا تحجر الغضب، أن الجوع أقوى من كل شيء، وأنه حين يفقد الإنسان كرامته وأمانه، سيضحي بنفسه في الشارع كوسيلة أخيرة، لينتفض ويطالب بحقه بالحياة.
فيديو 3: اشتباك وتفريق للمتظاهرين في طريق رئيسية بطرابلس.
*****
إلى قرائنا وكتابنا: أرسلوا، من حيث انتم، صوراً وفيديوهات عن ضيق الناس وغضبهم، لننشرها هنا. راسلونا على العنوان التالي : arabi@assafirarabi.com، مع عنوان "بالف كلمة" في خانة الموضوع.