تتسارع عمليات تهويد القدس بمبانيها ومسجدها الأقصى بوتيرة غير سرّية. صحيفة هآرتس نشرت الأسبوع الماضي معطيات تشير إلى إقدام بلدية الاحتلال الإسرائيلي على هدم 12 مبنى خلال شهرين فقط (منذ بداية العام الجديد). وهذه مبان كانت مأهولة. أجرت هآرتس مقارنة مع أرقام العام الماضي حيث جرى هدم 25 مبنى غير مأهول. وهذا يعني أنّنا وصلنا إلى نصف رقم العام الفائت في أول شهرين من عام 2014!
سياق خبر هآرتس صبّ في خانة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، إذ هي تعتبرها غطاء لتوسيع عمليات الهدم وتهويد القدس المحتلة. مسؤولون إسرائيليون أرجعوا عمليات الهدم إلى غياب الضغط السياسي الممارس على الحكومة الإسرائيلية منذ بدء جولة المفاوضات الحالية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل.
بحثاً عن بيانات الاستنكار عبر محرك البحث غوغل، وبعد استنفاد سلسلة طرق للوصول إلى العدد الأكبر من النتائج، توفر تصريحان: مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، وحكومة غزة برئاسة اسماعيل هنية. المفتي اعتبر أن وتيرة الاعتداء بلغت ذروتها بسبب انشغال الكثير من الدول العربية بأوضاعها الداخلية وفتنها وحروبها وانشغال العالم الإسلامي... مضيفاً انه «مع الأسف لم ترتفع الأمة الإسلامية لا بحكامها ولا بحكوماتها ولا بشعوبها إلى مستوى المسؤولية الدينية بالدرجة الأولى، والقومية بالنسبة لحماية القدس والأقصى». حكومة غزة طالبت بالتحرك عربيا وفلسطينيا وإسلاميا لإنقاذ القدس.
انتهى. علماً ان التصريحات مهما كثرت واشتدت فليست هي الدواء. ولكنها أضعف الإيمان.
نقاش آخر في محيط القدس: فرض السيادة الإسرائيلية على المسجد الأقصى بعد سحبها من الأردن. تتلازم القصتان. لكن شكل استنكارهما مختلف. استنفرت الحكومة الأردنية. لن ترضى بسحب البساط من تحتها. نواب البرلمان الأردني اعتبروا أي قرار بإلغاء الوصاية الهاشمية على المسجد الأقصى اعتداء على الأردن وسيادته. وطالبوا بطرد السفير الإسرائيلي من عمان، وإلغاء معاهدة وادي عربة. ومن المعروف أن «دائرة أوقاف القدس» التابعة لوزارة الأوقاف والمقدسات والشؤون الإسلامية في الأردن، هي المشرف الرسمي على المسجد الأقصى، إضافة لما ثبتته «اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية» الموقعة عام 1994، والمعروفة باتفاقية «وادي عربة».
سحب الكنيست الإسرائيلي مقترح مناقشة إبطال السيادة الأردنية عن المسجد الأقصى. رئيس الكنيست قال إن الخوف من الاستياء الأردني والدولي حملهم على ذلك. حدث هنا... تأجيل. لكنه ليس، بحال من الأحوال، انتصارا بل وليس حتى انجازاً. الخطر يكمن في التطبيل للتراجع الإسرائيلي بوصفه كذلك. فالمسجد الأقصى والقدس يتعرضان للتهويد اليومي، بغض النظر عن إقرار ذلك الإجراء الرسمي. فهل «أهل الإيمان» كما ناداهم مفتي القدس وحفّزهم، سيردون الخطر؟ ألم نجرب مثل هذه النداءات قبلا، فكانت لرفع العتب أو كتعبير عن العجز التام. ثم أين «أهل الإيمان» الكبار؟ السعودية، إيران، المغرب الخ... وهم جميعا أصحاب صفة في هذا المجال.
فكرة
نتائج مثمرة؟
تتسارع عمليات تهويد القدس بمبانيها ومسجدها الأقصى بوتيرة غير سرّية. صحيفة هآرتس نشرت الأسبوع الماضي معطيات تشير إلى إقدام بلدية الاحتلال الإسرائيلي على هدم 12 مبنى خلال شهرين فقط (منذ بداية العام الجديد). وهذه مبان كانت مأهولة. أجرت هآرتس مقارنة مع أرقام العام الماضي حيث جرى هدم 25 مبنى غير مأهول. وهذا يعني أنّنا وصلنا إلى نصف رقم العام الفائت في أول شهرين من عام 2014!سياق خبر هآرتس
للكاتب نفسه
ثورة "17 تشرين" اللبنانية: استدعاء شعارات الربيع العربي
زينب ترحيني 2020-02-01
ما الذي أثار غضب النظام؟ هل هو خوفٌ من تمرّد اللغة بكل ما يحمله من مؤشّرات؟ أم أنّ إعادة إنتاج بعضٍ ممّا سُمع في شوارع عربية أثار الرُعب وأعاد الكوابيس؟
عندما ترتاد امرأة شاطئاً عامّاً..
زينب ترحيني 2017-08-03
التهديد بالعري مقابل "حشمة" الحجاب المفروض، كما يحدث الآن بخصوص المايوه في الجزائر، هو الوجه الاخر للعملة نفسها. الاصل أن النساء لسن عورات للستر وان لهن حقوقاً مساوية للرجال في...
رمضان في تولوز: هل ترغبين بالتذوّق؟
زينب ترحيني 2016-06-12
عند السادسة مساءً يكتظّ الوسط التجاري الخاص بباغاتيل. تنزل النسوة مع أزواجهنّ وأولادهم لشراء ما ينقصهم قبل الإفطار. صفّ الناس لسحب المال من ماكينة البنك تجاوز الرصيف ليصل إلى الطريق...