حان دور صغار الفتية في غزّة. انتهى الصراع مع اسرائيل، أو دخل في هدنة، لهذا قرّرت حكومة حماس التفرّغ لتفاصيل الحياة اليومية. المجتمع الغزّاوي ما زال هائماً. من هنا جاء قرار تحويله إلى صورة مطابقة للحركة الأمّ، «حماس». وهذا طبعاً من أجل مرضاة الله.
حركة حماس الاصلاحيّة تبدأ من المدارس. أجيال بكاملها تحتاج إلى إعادة هيكلة. قطاع التربية بمدارسه وطلاّبه هو الأكثر قابليّة للفساد والإفساد. لهذا تقرّر الفصل بين الطلاب منذ الصف الثالث ابتدائي. لا اختلاط بين الذكور والاناث بعد الآن. وهذا نابعٌ من خوف كبير من الوقوع في الحرام.
فما بالنا لو جلس على مقعد واحد طالب وطالبة في التاسعة من العمر! وحدهما الله وحماس يعلمان ما قد يجري.
ما حلّ على أبناء الجنسين في هذا القرار، سقط منفرداً على الذكور في قرار جديد. إنّها قصّات الشعر. جديّاً اجتمعت الحكومة بكامل عناصرها، وأصدرت قراراً يقضي بايقاف الفتية وحلاقة رؤوسهم إذا كانت قصّاتهم «غريبة». كما تقرّرت ملاحقة كلّ من يرتدي بنطالاً ضيقاً أو قصيراً (فوق الركبة).
اذاً ما ليس من عادات الإسلام، وحماس تحديداً، لن يُسمح له بعد الآن من الانتشار في غزة. ولا أولى من الحركة على ضبط الأمور وتسيير شؤون العباد بما يرضي الله. تريد حماس أشكالاً متجانسة، وهيئات موحّدة، لعلّ الدفاع عن الأرض يصبح أكثر جديّة ورصانة. ما بالنا بشاب مع شعر «منفوش» يقاتل اسرائيل. لن يكون لائقاً المشهد، معيب بحقّ القضية.
لم تسلم الفتيات من حملة «أسلمة» المجتمع الغزّاوي. تزداد أشكال تقييدهن. يوميّاً تتعرّض طالبات المدارس والجامعات للضغوط من أجل ارتداء الحجاب. أصلاً «لا اكراه في الدين».
منذ فترة تمّ فرض الزيّ الشرعي في جامعة الأقصى الحكومية. ويدور كلامٌ عن قيام شرطة الجامعات، بتوقيف الطلبة الذين ينفردون بطالبات من دون محْرم.
لم ينسَ أحد الماراتون الذي تمّ الغاؤه منذ أسابيع قليلة. أمّا الحجّة فهي مشاركة بعض النساء، وهذا حرام شرعاً. هذا المخلوق لا يركض، وُجد ليلزم بيته بينما مصيره فبيد الصالحين من... حماس!
لا تنته قافلة الاصلاح «الحماسيّ» هنا. تطول لائحة الضغوط والممنوعات. لعل حماس ضجرة، متبطلة طالما مرَّ وقت دون معارك كبرى مع اسرائيل، محاصرة رغم كل شيء وفي وضع استثنائي لا يتيح الكثير من المشاريع والانجازات... فتتسلى بالعباد تحت عنوان إصلاحهم.
من اليوم وصاعداً، سيحمل رجال الشرطة أدوات حلاقة في الشارع. ماكينات وموسى لحلق أول رأس مخالف يقع بين أيديهم. ستتعب حماس. أوكلت إلى نفسها إصلاح «أخلاق» الناس. لن تترك تفصيلا صغيراً يفوتها.
هكذا تصبح فلسطين أقرب. مجتمع متجانس شكلاً ومضموناً يُعيد بوصلة المعركة إلى وجهتها الأصل. هذا ما يجول في بال حماس. لكنّهم تناسوا كليّاً أن ما تريده غزة هو قليل من النفَس والحريّة... وبالطبع فكّ الحصار. وليس مزيداً من الخنق والتضييق.
فكرة
حماس.. تفتتح محلّ حلاقة!
حان دور صغار الفتية في غزّة. انتهى الصراع مع اسرائيل، أو دخل في هدنة، لهذا قرّرت حكومة حماس التفرّغ لتفاصيل الحياة اليومية. المجتمع الغزّاوي ما زال هائماً. من هنا جاء قرار تحويله إلى صورة مطابقة للحركة الأمّ، «حماس». وهذا طبعاً من أجل مرضاة الله.حركة حماس الاصلاحيّة تبدأ من المدارس. أجيال بكاملها تحتاج إلى إعادة هيكلة. قطاع التربية بمدارسه وطلاّبه هو الأكثر قابليّة للفساد
للكاتب نفسه
ثورة "17 تشرين" اللبنانية: استدعاء شعارات الربيع العربي
زينب ترحيني 2020-02-01
ما الذي أثار غضب النظام؟ هل هو خوفٌ من تمرّد اللغة بكل ما يحمله من مؤشّرات؟ أم أنّ إعادة إنتاج بعضٍ ممّا سُمع في شوارع عربية أثار الرُعب وأعاد الكوابيس؟
عندما ترتاد امرأة شاطئاً عامّاً..
زينب ترحيني 2017-08-03
التهديد بالعري مقابل "حشمة" الحجاب المفروض، كما يحدث الآن بخصوص المايوه في الجزائر، هو الوجه الاخر للعملة نفسها. الاصل أن النساء لسن عورات للستر وان لهن حقوقاً مساوية للرجال في...
رمضان في تولوز: هل ترغبين بالتذوّق؟
زينب ترحيني 2016-06-12
عند السادسة مساءً يكتظّ الوسط التجاري الخاص بباغاتيل. تنزل النسوة مع أزواجهنّ وأولادهم لشراء ما ينقصهم قبل الإفطار. صفّ الناس لسحب المال من ماكينة البنك تجاوز الرصيف ليصل إلى الطريق...