استمرار المجلس العسكري وحيداً في السلطة و"تسقط تالت":
مرحلة وقرار #تسقط_ثالث قد تساير هوانا وانفعالاتنا، ويمكن أن نصل إلى هذه المرحلة حال اتخذنا القرار بإنهاء التفاوض وإلغاء الإتفاق السياسي الموقع بالأحرف الأولى. ولكن من يستطيع تحمل تكلفة قرار كهذا، خاصة مع الوضع الأمني الهش ومع انتشار المليشيات ومع عدم توانيها عن استخدام القوة المفرطة لقمع المتظاهرين السلميين؟ ومن يستطيع أن يضمن استمرارنا جميعاً في التمسك بسلمية الحراك وعدم الانحراف واللجوء للعنف المضاد، وحرب الشوارع المفتوحة والتي ستعني وقبل كل شيء قبر الخيار السياسي وتحويل السودان عملياً وفعلياً إلى حلبة جديدة من حلبات الصراع الإقليمي والدولي..
من المستفيد من هذا السيناريو؟
- القتلة والمجرمين لأن ذلك سيعني إفلاتهم من العقاب، فمع كل روح جديدة تسقط تقل قيمة الدم والموت ويتساوى الجميع في القتل وفي سفك الدماء وتغبش وتشوه وتختلط صورة القاتل مع المقتول.
- المحاور الإقليمية جميعها تتمنى الوصول لهذا السيناريو لأنها تتفق جميعاً في ضرورة عدم نجاح الثورة السودانية حتى ولو اختلفت في الأسباب! كما أنها تريد ساحة جديدة للصراع تستطيع عبرها أن تديره بعيداً عن أرواح وممتلكات أبناءها.
- النظام البائد وجيوبه، وكعادة كل الأنظمة الديكتاتورية القمعية يعمل حثيثاً وسيظل، من أجل تحويل السودان إلى ساحة للفوضى والتقتيل ليرسل رسالة مفادها أنه من كان يحفظ الأمن، وليشيع في الجميع حالة من الإحباط والندم، وليقوم وقبل كل شيء بإلهاء الجماهير عن ثورتها وعن الأهداف التي قامت من أجلها.
هل استمرار التفاوض واستكمال العملية السياسية هو الخيار؟
ليس الخيار المثالي ولكنه المتاح والمناسب، وهو أن يتم استكمال التفاوض حول الإعلان الدستوري بصورة عاجلة وسريعة وأن يتحقق الانتقال للسلطة المدنية وتتشكل مؤسساتها وتعلن الحكومة.
هل سيعني ذلك إنهاء الأزمة؟
الانتقال للسلطة المدنية لن يعني بأي حال من الأحوال انتهاء الأزمة أو توقف محاولات كل الجهات أعلاه لاختطاف الثورة وحرفها عن مسارها، ولكنه سيعني أولاً وقبل كل شيء البداية الفعلية في تنفيذ أهداف الثورة وامتلاك قوى الثورة للسلطة والتي ستزيد من قدرتها على القيام بالتغيير المنشود، وفي مواجهة قوى الثورة المضادة وسيناريوهات الفوضى.
وتبقى أدواتنا وأسلحتنا المجربة السلمية والناجحة مسنونة وممتشقة.
فلنعلم جميعا أن كل من يريد أن يجرنا للعنف هو العدو، وأن كل من يشيع فينا الإحباط ولا يقدم البدائل هو العدو. وأن كل من يعمل على تفتيت عرى وحدتنا هو العدو.
- دعونا نتمسك بوحدتنا وسلميتنا في هذه الأوقات الحالكة.
- دعونا ننهض مجدداً فالرماد يحيط بنا.
- دعونا ننتصر لأرواح الشهداء بتحقيق ما وهبوا من أجله أرواحهم.
- دعونا لا ننقض غزل وحدتنا بأيدينا..