نُشر النص الأصلي لهذا الموضوع في موقع "مدى مصر"، وهو منصة إلكترونية تأسست في مصر، ونعيد نشره هنا بالاتفاق مع الموقع. في إطار حملتها المستمرة للتضييق على الصحافة، حجبت السلطات المصرية "مدى مصر"، ضمن مواقع أخرى. والتزامًا منا بمبدأ حرية الصحافة واستقلاليتها، يقوم "السفير العربي" بإعادة نشر نصوص ينتجها "مدى مصر" لمساعدة الموقع في التغلب على إجراءات الحجب والوصول إلى القراء داخل مصر.
رنا ممدوح
بعد ساعات من إعلان الهيئة الوطنية للانتخابات، في 8 يناير الجاري، جدول انتخابات الرئاسة كان نواب البرلمان -بقيادة ائتلاف «دعم مصر» صاحب الأغلبية البرلمانية والموالي للدولة- قد وقعوا 516 استمارة تزكية للرئيس عبد الفتاح السيسي للترشح لدورة ثانية، فيما ظل 79 نائبًا لم يعلنوا حتى الآن موقفهم؛ في القلب منهم الكتل النيابية صاحبة الأقلية تحت القبة، التي يعجز كل منها منفردًا على منح السباق الرئاسي مرشحين جدد بتزكياتهم، لافتقار كل منها على حدة للعدد اللازم دستوريًا لذلك.
يشترط الدستور في المادة 142 لقبول الترشح لرئاسة الجمهورية «أن يزكي المترشح عشرون عضوًا على الأقل من أعضاء مجلس النواب، أو أن يؤيده ما لا يقل عن خمسة وعشرين ألف مواطن ممن لهم حق الانتخاب في خمس عشرة محافظة على الأقل، وبحد أدنى ألف مؤيد من كل محافظة منها. وفي جميع الأحوال، لا يجوز تأييد أكثر من مترشح، وذلك على النحو الذى ينظمه القانون».
«30/25»: في انتظار المرشحين الآخرين
يقول هيثم الحريري*، عضو تكتل «30/25»، لـ مدى مصر» إن التكتل قد يكون أقرب إلى خالد علي، لكن هذا لا علاقة له بالتوكيلات، وأنهم ينتظرون إعلان آخرين لترشحهم حتى تكتمل الصورة، مضيفًا أن التكتل «أعلن الأسبوع الماضي قبل أن يعلن أيًا من المرشحين، بمن فيهم الرئيس السيسي نفسه، نيته في الترشح عدم تزكيتنا لأي مرشح قبل قراءة برامج المرشحين، وبالفعل عندما خصص البرلمان، يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، قاعة لتحرير استمارة تزكية مرشحي الرئاسة، أعلنا بشكل واضح عدم تزكيتنا لأي مرشح».
وأوضح الحريري أن عدد نواب تكتله 16 نائبًا، وبالتالي لا يمكن أن يعتمد أي مرشح عليه فقط، مشيرًا إلى أنه حتى الآن لم يطلب أي مرشح رئاسي من أعضاء التكتل دعمه للترشح للانتخابات الرئاسية، لكنه عاد وقال: «قابلنا أحد أعضاء حملة المرشح خالد علي وسنصدر بيان للرأي العام نوضح تفاصيل اللقاء، ولكن لم يطالبنا خالد علي نفسه بتزكية ترشحه».
من جانبه، أكد علي في تصريحات لـ «مدى مصر» أن أحد أعضاء حملته تواصل مع بعض أعضاء تكتل «25/30»، ولكن بشكل غير رسمي، لأنه يفضل دخول السباق الرئاسي من بوابة التأييد الجماهيري، وتوكيلات المواطنين.
وشدد الحريري على أن أعضاء «25/30» لن يزكوا أي مرشح للانتخابات الرئاسية طالما لم يطلب المترشح ذلك.
وعن موقفهم من ترشح النائب السابق، محمد أنور السادات، قال الحريري إن السادات طالب رئيس البرلمان بالسماح له بدخول البرلمان وتخصيص قاعة لمرشحي الرئاسة لمقابلة النواب، ولكنه أيضًا لم يتواصل مع نواب التكتل حتى الآن، ولم يطلب تزكيتهم.
لكن السادات قال لـ «مدى مصر» إنه تواصل مع عدد من نواب البرلمان في الآونة الأخيرة، إلا أنهم تخوفوا من تزكيته بسبب التحذيرات التي يصدرها رئيس البرلمان بين الحين والآخر للنواب لعدم مقابلته، على حد قوله، ولهذا طلب من رئيس البرلمان السماح له رسميًا بالتشاور مع النواب.
وأكد الحريري أن التكتل سيعلن موقفه النهائي من مرشحي الرئاسة الأسبوع المقبل.
حزب شفيق بين «عنان» و«السيسي»
من جانبه، قال النائب محمد البدراوي، رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الحركة الوطنية، الذي يترأسه الفريق أحمد شفيق، إن أعضاء الحزب كانوا على استعداد لتزكية الفريق سامي عنان، ولكنه حتى الآن لم يعلن بنفسه الترشح، مشيرًا إلى أنه لم يحرر استمارة تزكية حتى الآن لتغيبه عن حضور جلسات مجلس النواب الأسبوع الماضي.
وأضاف البدراوي لـ «مدى مصر» أن الحزب لديه أربعة نواب في البرلمان، وقد زكي النواب الثلاث الآخرين ترشح الرئيس السيسي لكونه «أعقل» الخيارات المطروحة على الساحة في الوقت الحالي، مشيرًا إلى أنه هو الآخر سيزكي السيسي، ليس اقتناعًا بآدائه خلال الفترة الرئاسية الأولى، ولكن «لندرة الخيارات»، مفسرًا: «على أرض الواقع المنافسة على الانتخابات الرئاسية ستنحصر بين السيسي وخالد علي، وبما أننا في معكسر الدولة والفريق شفيق غير مرشح، فسنختار السيسي لأن تاريخ وخبرة خالد علي لا يشفعان له».
كان الفريق أحمد شفيق، رئيس الوزراء الأسبق، قد أعلن من القاهرة في 7 يناير الجاري، تراجعه عن خوض سباق الرئاسة، بعدما كان قد أعلن عن نيته للترشح في 29 نوفمبر الماضي في فيديو مسجل بثه من العاصمة الإماراتية، التي عاد منها إلى القاهرة على متن طائرة خاصة في 2 ديسمبر، عقب ساعات من إعلانه منعه من السفر بقرار من السلطات الإماراتية.
كتلة «النور» في انتظار موقف الحزب
لم تعلن الكتلة البرلمانية لحزب النور السلفي، والتي تضم تسعة نواب، حتى الآن عن تفضيلاتها، حيث لم يوقع نواب الحزب أي استمارات تزكية لأي من مرشحي الرئاسة، وفقا للنائب عبد الحكيم مسعود، عضو الحزب، الذي قال إن نواب «النور» سيحددون موقفهم من مرشحي الرئاسة بشكل «مؤسسي» في بيان رسمي. وهو ما أكد عليه أيضًا النائب أحمد خليل، رئيس الكتلة البرلمانية للحزب، في اتصال هاتفي مع «مدى مصر»، رفض خلاله الكشف عن هوية المرشح الذي سيدعم نواب الحزب ترشحه للرئاسة، قائلًا «سنصدر بيانًا».