سمعتَ طبعاً بذلك المواطن الوطني "الوطنياتي" الذي قرر أن يَنسى، إذا كنت لم تسمع به بعد فأنا مثلك لم أسمع به.
تعال نخترعه.
هذا يا محفوظ السلامة والبقاء قرر أن ينسى كل زلة وخلة نفذتها بحقه الأحزاب والتيارات والكتل والأطياف والطوائف.
لا تضحك. أتكلم جد. يجب أن ننسى يا صاحب مثله تماماً. إذا كنت تتذكر دائماً كل الجرائم التي نفذها تيار متشدد ما قبل عشر سنوات، تتذكرها دائماً ولا تفكر بنسيانها ولا تراجع موقفك هذا، سيسبقك هذا التيار بمراجعته لنفسه حسب مصلحته وظروفه الحالية، لأنه مستعد دائماً للتطهر والتخلي عن ذكرياته والحفاظ على وضوئه الدائم.
هذا هو المبدأ يا صاحب، والنسيان ضروري جداً كي تستمر الحياة، المهم أن نترك ماكنة النسيان شغالة كل يوم. فلا نتعظ ولا نقرأ التاريخ القريب. المهم ألا ننسى كل شيء ولا نتذكر كل شيء. يمكنك أن تترك الغسالة شغالة مدى الدهر لكن إياك أن تترك ماكنة النسيان وتخرج!
عوّد نفسك أن تكون مواطناً وطنياً وطنياتياً مثل صاحبنا الذي اخترعناه. لأنك لو لم تنسَ ستُنسى "كأنك لم تكن".
هؤلاء لا يمضون، ونحن لن نبقى!
نصّ ورسم : مرتضى كزار