هحكيلك على حاجة مش هتشوفها على التلفزيون: الزنزانة 3 متر بـ 3، فيها حوض وكابينيه مكشوفة، عشان لما تقضي حاجتك يبقى اللي معاك في الزنزانة شايفينك، لأنك مش إنسان.. كل يوم بيحاولوا يقنعوا المساجين في "العقرب" إنهم مش بشر. الزنزانة أرضها وسقفها خرسانة.. في الصيف تبقى فرن، وفي الشتا تبقى فريزر كريه الرائحة، مبيدخلوش شمس ولا هوا.. أكل المساجين؟ فنجان رُز وفنجان خضار. والأكل معظمه فاسد بالإضافة لقلّته.. مفيش غطا كفاية، ممنوع دخول اللبس الشتوي رغم برد الصحرا اللي بينخر العضم. ما فيش رعاية صحية. معظم المعتقلين، وخصوصاً المرضى منهم، بينهاروا، بيموتوا ببطء.
وزيارات الأهالي؟ ممكن تتمنع بلا سبب منطقي، ممكن الزيارة تتلغي في اللحظة الأخيرة بلا سبب برضو.. ولو باب الزيارة اتفتح، بيتفتح من 6:30 الصبح، لـ 6:35 .. أيوه أنا كاتبها صح، باب السجن بيفضل مفتوح للأهالي لمدة 5 دقايق! بيباتوا كلهم في الشارع قدام السجن، أطفال وستات وعواجيز.. وممكن بعد ما يقفوا في طابور التفتيش المهين يتقالهم "الزيارة اتلغت"، وتسمع صوت استغاثة من ست عجوزة: طب الأكل هيبوظ.. أجيب فلوس أكل بُكره منين؟!
اللي في إيدينا دلوقتي إننا نعمل دوشة عشانهم، هما قرروا يخوضوا ببطونهم الخاوية معركتهم من أجل ما تبقّى من إنسانيتهم، إحنا نملك إننا نتكلم عنهم، يمكن ده يعمل فارق، ولو كان أضعف الإيمان.
من صفحة Ahmad Medhat (عن فايسبوك)