وردة الجُنبَد.. كما نسمّيها في الموصل، والجوري كما يسميها بقية العراقيين، والبلدي كما يُطلق عليها المصريون. اسم الجُنبَد مخصص لتلك النوعية من ورود الجوري ذات الرائحة القوية واللون الزهري الشفاف أشبه بأزهار "ماء الورد" بحجم أكبر. ومنه اشتقّ الموصليون اسم اللون الجنبدي/ الزهري. مع الوقت صارت تطلق على كل أنواع الورد الجوري. منها الشجيرات ومنها المتسلّقات والرائحة واحدة.
عشقتُ الوردة واسمها بعدما تعرفتُ على مدرستي لمادة الفن في الثانوية وتدعى "جُنبَد"، وكنا ندعوها الست جنبد. كانت مثالاً حياً للمرأة الوردة روحاً وشكلاً واسماً. هل التقيتم بامرأة عبارة عن وردة بشرية سابقاً؟ لطالما كنت أفكر بمزاج والديها عندما قررا تسميتها هكذا. بقيت صورتها في ذهني تجمّل نساء الموصل من بعدها في أمل العثور عليها يوماً!
منذ التسعينيات لم تعد لهذه الوردة رائحة أو وجود حقيقي. كأن وجودها كان مقترناً بحب الموصليين للحياة أكثر منه للموت، كما نفعل مؤخراً. حتى البيوت الشرقية القديمة لم تكن تخلو من رائحتها. كل زاوية في البيت أو المؤسسات والمتنزهات كانت بيتاً طيباً لهذه الوردة.
هنا، حيث أقيم في شمال العالم، لا شيئ أكثر من الزهور والأشجار والألوان، ولكن ما من رائحة فيها تخبرني أنها زهور حقيقية حية. حتى القرنفل له رائحة الفراغ العدمي..
من صفحة Manal Al-Sheikh (فايسبوك)