مجموعاتنا المهيمنة نهّابة. ليست متفوقة لأنها ترفع أنفسها إلى أعلى، بل هي تقبع بموازاة سطح الأرض. لا شيء مشتركا بينها وبين البرجوازية العاملة والمجدِّدة. صفر صناعة، صفر ثقافة، هي تنتج فلوسا حين يكون ذلك في متناول يدها، وحيث تسمح القوة وليس العبقرية، في العقارات مثلما، كما سابقا ولاحقاً. لا تعرف كيف تبدع ومواهبها تقتصر على العيش والنماء على حساب الساكن. هي لا تزال في مرحلة ما يسمى التراكم الأوّلي الذي يقتصر على العنف والاحتيال. في السابق وضعت أيديها على الأراضي، فأوهنت الملكية الخاصة بفضل وهم الملكية النابعة من "الأمير". ولم تغيّر اليوم عاداتها: الذهاب غالي السهولة، الاستحواذ على الأراضي، المصادرة، الاستيلاء على المعونات والتمويلات، البناء بسرعة والبيع بلا مخاطرات. تترك هذه المجموعات الصناعة للمجموعات الأجنبية، وتترك الثقافة لقراصنة قطاع التعليم الجدد. نهبها التاريخي لم يفتر، وهو يعود عليها بالكثير. امتصاص دم الشعوب سهل للغاية.
من صفحة Mohammed Ennaji ( فايسبوك)
(بالفرنسية. ترجمة "السفير العربي")