في الليلة التالية للعمليات في باريس، سمع أبو بكر البغدادي رؤيا تناديه، يا أبا بكر، يا أبا بكر، فقال ها أنا ذا. فقال له الهاتف هذه الأرض تكون لك، أوروبا وأميركا وآسيا. ويكون اسمك في الأرض خليفة. وقال، وماذا أفعل يا رب؟ قال اذهب واطلب حصتك من المسؤولين. فقال من هم المسؤولون يارب؟ فقال الاتحاد الأوروبي. وأين يقع الاتحاد الأوروبي؟ في ستراسبورغ بفرنسا. غمز الخليفة قائلاً: حلو جداً، الفرنسيون يعرفونني جيّداً.
ولكن في اليوم التالي، ما إن صحا الخليفة، حتى قرأ على فايسبوك خبر منع فرنسا لتأشيرة شنغن. وجن جنونه، وحاول النوم مجدداً ليتواصل مع الرب في كيفية حل هذه المشكلة. ونام ولم يزره الهاتف. فصحا مجدداً ودخل على صفحة السفارة الفرنسية في تركيا وعرض مشكلته هناك. كتب تعليقه بلغة جزلة ولبقة ليتمكن من إقناع الغرب كله بعدالة قضيته: "منذ يومين تمكنّا من فتح بلادكم أيها الفرنصاوية الملاعين، ووفقنا الله وسدد خطانا ونصرنا عليكم، وذلت لنا رقابكم وخضعت لنا نساؤكم، وبذلك، فوفق إسلامنا الحنيف ووفق شرائع جميع الأمم، المسلمة منها والكافرة، تحل لنا بلادكم، وأصبح أنا سلطانكم، وقد جئتكم بالسلام لا بالحرب، آملاً في زيارة مقر الاتحاد الأوروبي في بلادكم لتعطوني دولتي، على أن تكون قريبة منكم أو ملاصقة لكم أو تكون هي دولتكم، ولذلك فكلي أمل أن توفروا لي تأشيرة سفر لبلادكم النتنة لأحصل على الدولة وختم السلطنة وأتم إجراءاتي وتنتهي كل هذه الإجراءات البيروقراطية المملة، وشكراً جزيلاً لتفهمكم".
كتب الخليفة تعليقه، وبعد ساعتين ردت صفحة القنصلية عليه، بدعوته لزيارة السفارة في إسطنبول غداً في الصباح. حزم أمتعته وتوجه في ساعتها إلى إسطنبول. وهناك، في صباح اليوم التالي، أبرز جواز سفره على باب القنصلية، وانتظر نصف ساعة أخرى حتى جاءه رجال الشرطة لنقله إلى فرنسا. وفي عربة الشرطة، مقيداً بين شرطيين ضخمين، كتب لجميع مؤيديه أن وعد الله الحق ظهر، وأن الله أدخل الرعب في قلوب أعدائه، وأنه في طريقه لاستلام دولة الإسلام في أوروباً أخيراً.
نص نائل الطوخي ورسم مخلوف