في قناة ليبيا اليوم، وعلى الهواء مباشرة، تُلي بيان لبعض أعضاء البرلمان الليبي بطبرق، حيث ظهرت صورتهم مصطفين لمدة خمس دقائق من دون أن يعرفوا أنهم على الهواء، وكان اللغط بينهم مثيراً للضحك والشفقة، حيث كان يدور الحديث عن أهمية البيان التاريخي، وعن الأجر الذي سينوبهم من ورائه، بينما البعض يحث المخرج بعصبية على الإسراع لأن الوقت ثمين، وبعضهم يدعو إلى الصلاة على النبي كلما اشتد اللغط. أشفقتُ على ليبيا وشعبها الذي يضع مصيره بين أيدي هؤلاء الموقعين على البيان من ضمن أعضاء البرلمان المتشددين.
تُلي البيان الرافض لمخرجات حوار الصخيرات بلغة ونبرة وطريقة تلاوة برقيات التأييد لقائد ثورة الفاتح بعد اختتام المؤتمرات الشعبية لجلساتها، بيان ثورجي مكتوب بلغة ركيكة وإقصائية، من دون التفكير في أي بديل لهذا الرفض الذي يبدو لا بديل له حتى الآن سوى حرب مستعرة وموت يومي لشبابنا وتعجيل بوصول بلادنا إلى مرحلة الدولة الفاشلة.
خرجت من هذا المشهد المزري بكون هؤلاء الموقعين المستعجلين والذين تظهر علامات النهم على وجوههم، لا يريدون شيئاً، ولا طموح لهم سوى تمديد فترة البرلمان وبالتالي تمديد فترة المرتبات الضخمة والميزات الأخرى، لأن الوقت بالنسبة لهم ثمين. ولتذهب ليبيا وشعبها التعيس إلى الجحيم.
من صفحة سالم العوكلي (فايسبوك)