وقِّعوا

المواطن الليبي البسيط، الذي لم يستلم مرتباته من أربعة أشهر، والذي ينتظر وصولها قبل عيد الفطر المبارك، الذي يضطر لتوصيل ابنته من وإلى المدرسة، ولا يتركها تغادر البيت وحيدة أو بصحبة أخواتها، مخافة الاختطاف أو التحرش، الذي يغادر صوب أحد الحقول النفطية، ولا يدري هل يعود أم لا، الذي فقد منزله، أو هُجِّر منه، الذي استفاق على حقيقة النزوح والاكتفاء بحجرة في مدرسة. المواطنة الليبية البسيطة،
2015-07-08

شارك

المواطن الليبي البسيط، الذي لم يستلم مرتباته من أربعة أشهر، والذي ينتظر وصولها قبل عيد الفطر المبارك، الذي يضطر لتوصيل ابنته من وإلى المدرسة، ولا يتركها تغادر البيت وحيدة أو بصحبة أخواتها، مخافة الاختطاف أو التحرش، الذي يغادر صوب أحد الحقول النفطية، ولا يدري هل يعود أم لا، الذي فقد منزله، أو هُجِّر منه، الذي استفاق على حقيقة النزوح والاكتفاء بحجرة في مدرسة.
المواطنة الليبية البسيطة، الثكلى، الأرملة، التي انتُهكت واستُغلت واستُبيحت، التي تنتظر دورها أمام دورة المياه في المدرسة حيث نزحت، والتي تخاف الخروج صباحاً لعملها، وتتحمل تأنيب رئيسها.
الطفل الليبي، الحالم بمدينة ألعاب كالتي يراها في التلفزيون، والذي ينكسر حلمه في ضعف والديه. الطفل الليبي، الخائف من سماع دوي الكره والعناد.
الطفل الليبي، الغد الذي نأمل.
الشهيد، الذي راح دمه هباءً. المفقود، الذي ضاع ذكره. الضحية التي ما زالت تبحث عن حقها.
الجميع يسألونكم تحمّل مسؤولية المرحلة، والخروج بليبيا قبل أن تضيع وأن تمزقها المصالح وقوى الظلام. الجميع يسألونكم تغليب مصلحة البلاد، والتنازل من أجل أن تعبر السفينة العاصفة، وأن ترسو آمنة.
الجميع يسألونكم: أحبوا بعضكم وأحبوا ليبيا أكثر.
الجميع يسألونكم، أطرافاً ومستقلون وشركاء: وقِّعوا يرحم والديكم.. وقِّعوا نحن تعبنا وتبهدلنا.

من مدونة "مالاخير" الليبية
(على مسودة الاتفاقية المتفاوض عليها في المغرب برعاية الأمم المتحدة ـ الناشر)