فعلاً صعب على الرجالة تفهم نتيجة التّحرّش الجنسي إلّا لو كانت الضحية من أعز الناس إليهم. النهار ده حصل معايا. من أعز الناس عليّا في حياتي اتعرضت للتحرش والضرب في عز النهار. ولسخرية القدر دا حصل قدام "بيت الأمة"، ضريح سعد زغلول. علشان نعرف الأمّة وصلت فين. ساعات من البكاء المتواصل والرعشة في كل جسمها. كل نفس بتاخده كأنه آخر نفس، كأنه خارج من حد غرقان، حد بيقاوم الموت وبيتمناه بسرعة. ساعات علشان أعرف الحكاية. الحيوان حاول يتحرش بيها ولما زعقت فيه ضربها بالقلم وحاول يضربها كمان كأنه مستغرب إزاي تقاوم. ولد أجنبي كان معدِّي سمعها من بعيد فجرى عليها والمتحرش شافه وهرب. مجتمعنا المتعود على التحرش بكل فئاته اكتفى بنظرة الخزي، بصّ للأرض وكمل طريقه. أمّا المتحرش فبالتأكيد دلوقتي حر بيدوَّر على اختك، حبيبتك، أمك، بنتك، اللي عمرنا ما وفرنالهم مساحة آمنة للتعبير عن اللي بيحسوا بيه وبنلومهم عللي بيحصلّهم وبنعاقبهم على كونهم ضحية. حكاية مش جديدة؟
أما هي، فمن الجمل القليلة اللي قدرت أسمعها من وسط بكاها أنها كانت راجعة البيت لما الولد اتحرش بيها ولما ابتدى يضربها افتكرت في لحظة ان في شنطتها قزازة زيت بس خافت عليه تضربة بيها يتعور. هو زي شباب كتير هي بتتطوع من سنين علشان يتعلموا انكليزي ويحسنوا مهارتهم علشان يلاقوا شغل او ميركبوش المراكب غير الشّرعيّة. ندمها الأكبر انها مقدرتش تحمي نفسها انها هاتخاف من نزول الشارع أزيد من قبل كدا، إنها مخلوقة امرأة وهاتعيش في مجتمع بيخذلها كل يوم.
من صفحة Emad Karim على فايسبوك