يسرنا من مكتبنا الهندسي أن نقدم لكم إنجازنا الأكبر في السنوات العشر الماضية. لأول مرة في مصر والعالم العربي والكرة الأرضية نقدم لعملائنا بيتاً على شكل مشنقة.
يتكون البيت من جناحَين رئيسيين. هناك جناح العقدة أو الأنشوطة، ويحوي بداخله "الأنتريه" والصالون والمطبخ، وهناك جناح الحبل، ويتكون من ممر طويل تنفتح عليه غرف النوم والحمام.
تصميمنا بسيط وذكي في الوقت نفسه: رقعة دائرية وممر. سيقول قائل، وما الجديد؟ فبيوت كثيرة مصممة على هيئة دائرة وممر. نقول نحن إن هذا صحيح ظاهرياً، ولكن الموضوع يختلف في العمق. أثبتت دراساتنا أن العائلة تقضي وقتاً في الصالة، يشاهدون التلفزيون أو يتكلمون أو يأكلون أو أي شيء آخر، وهذا ليس في مصلحة العائلة (ولا العائلة الكبرى التي هي مصر)، لأن البلد لا يحتاج الآن للكلام ولا لسماع الأخبار. ووصلنا إلى نتيجة أن جناح العقدة (الأنتريه والصالون والمطبخ) هو أخطر جزء على العائلة وبالتالي على الوطن، فصممنا أرضيته بشكل هش وقابل للسقوط بسهولة.
وفي جناح "الحبل"، أو الممر الطويل، والمتكون من غرف النوم والحمام، أضفنا رافعة معدنية، يمكن بإدارتها أن تكسر أرضية الصالة بحيث تكون غير قابلة للجلوس فيها، فيما يحاكي بالضبط عمل المشنقة. تكة صغيرة وينتهي كل شيء، كل الحوارات بين أبناء العائلة، كل الأخبار السياسية الصادرة من التلفزيون، كل الوجبات التي يأكلها البشر سوياً، كل هذا الكلام الفارغ سينتهي في غمضة عين.
كان هذا هو تصورنا المبدئي الذي قام بصياغته حفنة من أفضل مهندسي وفلاسفة البلد. ولكن أحد عملائنا المميزين أضاف سؤالاً آخر، وماذا لو تكلم أبناء العائلة في غرف النوم؟ وماذا لو وضعوا تلفزيوناتهم في غرف النوم؟ البشر مغامرون وغير مضمونين وقد يرتكبون في أية لحظة تصرفاً جنونياً. ولأننا لا نترك شيئاً للصدفة، فقد قررنا أن يكون في الرافعة المعدنية زراً قادراً على تكسير غرف النوم أيضاً، في حالة إذا ما استغلها أبناء العائلة في أي من هذه الأفعال المسيئة لشعبنا المصري العظيم.
ولكن أين تقع الرافعة إذاً؟ هنا بالتحديد يكمن الجزء العبقري في تصميمنا. تقع الرافعة في الحمام. الحمام هو الغرفة الأخيرة التي يجلس فيها الفرد بمفرده، لا يشاهد التلفزيون، لا يتكلم في شيء قادر على إسقاط الدولة، لا يدبر مؤامرات مع الإرهابيين ضد السيسي. الحمام هو حجر أساس شقتنا الجديدة بتصميمها الذكي والمتطور.
شعارنا: عزيزي رب الأسرة، تخلص من الجميع وابقَ وحدك في الحمام.
نص نائل الطوخي ورسم مخلوف