صنف التقرير السنوي لبرنامج مجموعة التفكير والمجتمع المدني، وهو مرصد تابع لجامعة بينسليفنيا (جامعة فيلادلفيا) مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية، الذي يديره الوزير الأسبق والأكاديمي المغربي عبد الله ساعف، في المرتبة الأولى من بين مراكز الدراسات على الصعيدين المغربي والمغاربي، والثاني عشر في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط.
وقد تم تصنيف أيضا هذه المجموعة للتفكير الإستراتيجي المغربية في المرتبة ال 26 على المستوى الدولي ضمن مجموعات التفكير التي لها تأثير معترف به في مجال السياسة العمومية في قطاع الصحة. ومن أهم ما أبرزه التصنيف، الرتبة 12 عالميا للتقرير الإستراتيجي الذي ينتجه المركز بدورية منتظمة.
وإذا كانت هذه ليست المرة الأولى التي يحظى فيها مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية باعتراف دولي وإقليمي كمؤسسة للبحث والعمل، فإن التصنيف الأخير لجامعة بينسليفيا العريقة والموثوق بها في مجال تقييم مؤسسات المجتمع المدني المؤثرة في ميادين الإستراتيجية والسياسات العمومية يأتي ليعزز وضعه وتموقعه الدولي، ويعترف بتنوع وغنى مساهماته في مختلف ميادين أنشطته.
وترتكز مختلف المعايير التي يعتمدها برنامج مجموعة التفكير والمجتمع المدني في تصنيف مركز الأبحاث المغربي على تعدد مهامه وعلى مجال تأثيره على الأصعدة الوطنية والإقليمية والدولية، وكذا على تنوع شبكات الشراكة التي يقيمها مع مختلف مؤسسات المجتمع المدني التي ينتمي اليها.
ومنذ إنشائه سنة 1993 من قبل مجموعة من الباحثين والفاعلين المدنيين المغاربة، يجري مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية بانتظام دراسات وأبحاث أكاديمية وميدانية في مجالات التفكير الاستراتيجي، وتقييم السياسات العمومية والتتبع ومقارنة عوامل تقييم الديمقراطيات والحريات العامة والتنمية البشرية والاجتماعية والترابية.
ومن خلال هذا الحضور، الذي يفوق عقدين من النشاط المتواصل والمفيد لآلاف الباحثين والفاعلين المعنيين بهذه الإشكاليات، تشهد العديد من المنشورات الدورية (التقرير الاستراتيجي، تقارير موضوعاتية، ودراسات واستطلاعات مختلفة) والأنشطة والتكوين وتبادل التجارب، على شكل "جامعة التنمية الاجتماعية" التي يعقد لها المركز المغربي دورتين في السنة (دورة شتوية ودورة صيفية)، على غنى وتنوع هذه التجربة الوطنية الفريدة.
وقد أطلق المركز مؤخرا، مستندا إلى هذا التجدر ذي النفس الطويل وهذا الاعتراف الدولي، تفكيرا بنيويا داخليا ومع مختلف شركائه الوطنيين والدوليين، من أجل مأسسة وضعه عبر ملائمة تنظيمه ومجالات عمله ومنهجيته في مجال الحكامة.
ويتمثل هدف المركز بالأساس من وراء هذا التفكير، الذي يهم كافة المجالات، في خلق شبكة تابعة له على الصعيد الوطني، موجهة إلى تمكين هيئات المجتمع المدني المعنية بالدراسات الميدانية وبالبحث والعمل والتكوين في مجال الحكامة والتواصل، من الاستفادة من تجربته ورصيده، بما يخدم التنمية البشرية والاجتماعية والترابية.
وفي إطار هذه التوجهات الجديدة الموجهة إلى تقديم خبرة أكبر و"مهنية" أفضل في عمله، وضع مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية اللمسات الأخيرة لخلق "معهد للتنمية الاجتماعية"، سيضطلع أساسا بالتكوين والخبرة المتعلقة بمختلف قدرات قيادة التغيير والتنمية الاجتماعية والبشرية والترابية، بشراكة مع مختلف الفاعلين العموميين والخواص، الوطنيين والدوليين.