بيع السعادة بلا مقابل!

كان صديقي مازن شريف قد وضع على صفحته على فيسبوك صورة الحمائم التي تتجمّع في باحة مطار عدن الدولي حيث يعمل وكتب: "ننبهر جداً عند مشاهدة صور الحمام الزاجل يفترش باريس أو اسطنبول... ننبهر ونستغرب مع أن الأمر بسيط... هذه الصورة تتكرر بشكل يومي في مطار عدن لأن هناك رجلاً رحيماً ينثر القمح". علقت هذه الصورة بكلماتها في رأسي. وكلّ ما أردته وقتها هو أن أعرف مَن يكون هذا الرجل؟ هو
2015-02-18

شارك

كان صديقي مازن شريف قد وضع على صفحته على فيسبوك صورة الحمائم التي تتجمّع في باحة مطار عدن الدولي حيث يعمل وكتب: "ننبهر جداً عند مشاهدة صور الحمام الزاجل يفترش باريس أو اسطنبول... ننبهر ونستغرب مع أن الأمر بسيط... هذه الصورة تتكرر بشكل يومي في مطار عدن لأن هناك رجلاً رحيماً ينثر القمح".
علقت هذه الصورة بكلماتها في رأسي. وكلّ ما أردته وقتها هو أن أعرف مَن يكون هذا الرجل؟ هو مقتدرٌ أم فقير؟ هل هذه هوايته؟
كان الأمر مهماً بالنسبة لي، أن تكتشف بأنه في أرض الخراب لا يزال هناك متّسع للإنسان الممتلئ بالملاحة. هذه أعجوبة الصمود والتآلف مع الخوف والفقر والمعاناة، الإنسان الطيب؛ ليس أقرب لهذه الصفات من العمّ "مجيدي"..
طلبت من مازن أن يأتيني بخبر هذا الرجل. وصلتني صوره بعد خمسة أيام، لم تكن المفاجأة أن يشبه العم مجيدي. يعيش العم مجيدي في الشيخ عثمان في الشمال الشرقي لمدينة عدن، لكن قصته التي تتكرر فصولها منذ أعوام طويلة، تحدث في خور مكسر، في ساحة المطار بالتحديد، مطار عدن الدولي إن صح القول. الزمن: بعد صلاة الفجر بنصف ساعة؛ كل يوم. الأبطال: حمائم عدن التي تحوم من كل فجّ فور سماعها لصوت العم مجيدي يصيح "الأياااام"...

من مدونة "عدن - القاهرة، مشياً على الأقلام"