بمناسبة الكلام عن عيد القيامة.. أتذكر نقاش حاد بين أتنين مدرسين وإحنا في ثانوي.. الأول كان بيقول إن تهنئة الأقباط بعيد الميلاد جائزة لأننا كمسلمين نؤمن بمولد المسيح، لكن تهنئتهم بعيد القيامة حرام لأننا لا نؤمن بقيامه.. أما التاني فكان شايف إن دا تفريط وإن تهنئة المسيحيين في كل الأحوال حرام.
المهم ان مدير المدرسة وقتها وكان اسمه محمد السماوي، وكان ملتحي، تدخل لحسم الخلاف وقال أنها شبهة والأوقع اجتنابها.. فراح مدرس رابع قاعد (و بالمناسبة دا كان كائن بصاص ومكانش يحلو له الكلام إلا عن "مفاتن" مدرّسة الأحياء المسيحية) راح مقاطع المدير وهوا بيقوله "إزاي دا يا شيخ محمد، دا الشيخ الشعراوي بيقول إن مجرد تبسمك في وجه النصراني حرام، ودا بنص الآية اللي بتقول "لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله و رسوله".
الحقيقة إن الكلام دا مكانش كلام مصاطب ولا كان نقاش بين أفراد جماعة إسلامية مسلحة مثلا.. بالعكس دا كان بين مدرسين ثانوية عامة ولهم وضعهم في مجتمعهم.. وبالمناسبة أغلبية المجتمع المسلم في مصر عنده إشكالية حقيقية في التعامل مع أعياد المسيحيين ومع كنايسهم ومع فكرة إنه ازاي يترفع الصليب في ديار مسلمة، وحتى اللي بيظهر قليل من المودة معاهم بينه وبين نفسه بيبقى عنده شك في صحة دا على أقل تقدير...
والحقيقة إن رفض الأغلبية المسلمة لحقوق الأقباط في المواطنة وفي حرية التعبد مش نابع من دعشنة طُرحت فجأة في وادينا الطيب، وإنما نابع من يقين مستند على فهم لآيات قرآنية، ولتفاسير معتبرة، ولتراث فقهي طويل وممتد، ولأراء مشايخ لهم اعتبار وشعبية زي الشعراوي.
القفز علي الحقيقة دي والاكتفاء بالمطالبة إن عيد القيامة يكون عيد رسمي، أو إصدار فرمان ينص على تجديد الخطاب الديني ع السخّان، دا بقي محض استعباط الصراحة، ومؤكد هيزيد المشكلة تعقيدا ورسوخاً ولن يجدي نفعا. و لنا في نظرة العامة للشيخ سيد طنطاوي عبرة وعظة، واللي في عهده نص المصريين كانوا بيصوموا مع السعودية وبيقتنعوش إلا بفتاوي الشيخين ابن باز وابن عثيمين..
والسلام عليكم ورحمة الله!
من صفحة Hani Hodaib عن الفيسبوك