«السعودي العلمي» للترجمة

خلال سنتين فقط، تمكن القيمون على مشروع «السعودي العلمي» للترجمة، من جذب أكثر من 100 ألف متابع على فايسبوك، وأكثر من 20 ألف متابع على تويتر. ارتفاع عدد المتابعين حتّم على المشروع الذي بدأ بصفحة فايسبوكية فقط، أخذ الخطوة الثانية بإطلاق موقع رسمي على الانترنت. خطوة واكبها حوالي 40 متطوعا انضموا تباعاً لإنجاح هذه التجربة.يهتم «السعودي العلمي» بترجمة ونشر
2014-10-22

شارك
لوغو الموقع

خلال سنتين فقط، تمكن القيمون على مشروع «السعودي العلمي» للترجمة، من جذب أكثر من 100 ألف متابع على فايسبوك، وأكثر من 20 ألف متابع على تويتر.
ارتفاع عدد المتابعين حتّم على المشروع الذي بدأ بصفحة فايسبوكية فقط، أخذ الخطوة الثانية بإطلاق موقع رسمي على الانترنت. خطوة واكبها حوالي 40 متطوعا انضموا تباعاً لإنجاح هذه التجربة.يهتم «السعودي العلمي» بترجمة ونشر المواد المتعلقة بالعلوم الطبيعية فقط.
يبتعد قدر المستطاع عن السياسة والعلوم الاجتماعية عموماً. قد ينظر إلى ذلك كمحاولة للابتعاد عن «المشاكل». لكن من خلال جولة سريعة على بعض المواد المنشورة، يمكن ملاحظة أنه وعلى الرغم من الطابع العلمي للمواد، إلا أن عدداً كبيراً منها يجنح نحو إثارة مفاهيم تحمل أبعاداً اجتماعية ودينية، تعتبر أحياناً من المحرمات في مجتمعاتنا العربية وفي السعودية تحديداً.
مثلاً المادة بعنوان «نشوء الحياة: بين العلم والمعجزات» تحاول تناول مسألة تشكل الكون ومقاربته من ناحية علمية بحتة، وعدم الركون إلى التفسير «الإلهي» الأحد، بل محاولة لإيجاد تفسيرات علمية ومنطقية لكل ما يصنف في خانة المعجزات. مادة أخرى بعنوان «الاكتئاب من منظور علمي»، يشرح المسببات العضوية لهذا المرض، وكيفية معالجته طبياً. وتكسب مادة من هذا النوع أهمية مضافة، في الوقت الذي تضع إحدى المستشفيات النفسية في المملكة، بمناسبة العيد الوطني في السعودية، لافتات على مداخلها وترفع شعار «استقرارك النفسي في ولائك لوطنك». ينشر موقع «العلمي السعودي» سيرة مفصلة لتشارلز داروين ونظرية التطور، تصطدم مع الكثير من التفسيرات الدينية للنشوء وللطبيعة والحياة. يفرد الموقع مساحة خاصة لإبراز أهم العلماء السعوديين وانجازاتهم في كافة المجالات، كحياة سندي وهي عالمة كيمياء وتقنية حيوية، وغادة المطيري وهي باحثة في الكيمياء والصيدلة وتكنولوجيا الـ«نانو» او متناهي الصغر. من المقالات والدراسات المترجمة والمنشورة على الموقع، دراسة بعنوان «النمو الاقتصادي يتسبب في انقراض اللغات» تتناول تأثير النمو الاقتصادي على السواء في الدول الفقيرة أو المتقدمة، وكيف يساهم اتساع أسواق العمل ومجالات الاستثمارات، في مناطق سكن مجتمعات تملك لغتها الخاصة، بتقليص استخدام اللغة الأصلية تدريجياً، بفعل ضرورة الـتأقلم مع النمط الاقتصادي المستجد والتفاعل معه بلغته «المستوردة». دراسة أخرى بعنوان «المساواة العددية قد لا تعني المساواة بين الجنسين» تشرح كيف أن القوانين التي تحاول الحد من التمييز بين الرجال والنساء في أسواق العمل عبر فرض نسب متساوية، لا تؤدي بالضرورة إلى إلغاء هذا التمييز، نظراً لتوفر عوامل أخرى أساسها ثقافي واجتماعي تلعب دوراً مهماً في تحديد وجهات واختصاصات الإناث الجامعية وتوفر لهن أجواء أكثر ملائمة ومرحبة، مما يعرض عليهن في اختصاصات ينظر لها بأنها للذكور.
مشروع «السعودي العلمي» يعكس جرأة واضحة، قد تتخطى حدود الترجمات العلمية البحتة.